لم تكن شمس الثلاثاء قد ارتفعت بعد على طريق الرشيدية – كلميمة حتى خيّمت سحابة الحزن الثقيلة على المنطقة، بعدما دوّى خبر الحادث المأساوي الذي راح ضحيته أربعة أشخاص دفعة واحدة. الحادث وقع على الطريق الوطنية رقم 10، وتحديداً قرب محمية القطريين، ليحوّل المكان إلى ساحة مأساة إنسانية جديدة على طرقات الموت بالمغرب.
في التفاصيل، اصطدمت سيارة نقل أموال تابعة لشركة “برينكس” بسيارة خفيفة كانت تقل ركاباً، ووقع الاصطدام قوياً إلى درجة أن الضحايا فارقوا الحياة على الفور، فيما نُقل آخرون على وجه السرعة إلى المستشفى وسط حالة من الذهول والصدمة.
مسرح الحادث تحوّل خلال لحظات إلى خلية استنفار، حيث هرعت عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية، بينما تولّت فرق الوقاية المدنية نقل الجثامين المتفحمة أحياناً، وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين، في مشهد لم يعتد عليه المارة ولا السائقون العابرون.
مصادر محلية رجّحت أن السرعة وعدم الانتباه قد يكونان من بين أسباب الحادث، إلا أن تحقيقاً رسمياً فُتح من طرف الجهات المختصة لتحديد حيثيات ما جرى بدقة، وتحديد المسؤوليات.
مرة أخرى، يعيد هذا الحادث المؤلم إلى الواجهة تساؤلات كثيرة حول السلامة الطرقية، والرقابة على حركة النقل، ومدى قدرة البنية التحتية على استيعاب حركة السير المتزايدة، خصوصاً على المحاور الجبلية الخطرة.
ويبقى الأكيد، أن أربعة أسر مغربية استيقظت هذا الصباح على وقع الفاجعة، وأن أرواحاً أزهقت في رمشة عين، في وطن ما زال طريقه إلى السلامة الطرقية طويلاً وشاقاً.