Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

طلبة الطب يشهرون ورقة التصعيد من جديد

مع سيادة شعور عام بأن أزمة طلبة والطب والصيدلة وصلت إلى الطريق المسدود، وأصبح سيناريو “سنة بيضاء” الأقرب إلى الواقع أكثر من أي وقت مضى، سطر طلبة الطب برنامج نضالي تصعيدي جديد لمواجهة ما سموه بإصرار الحكومة على الإجهاز على حقهم العادل والمشروع.

وفي هذا الصدد، خاض الطلبة صباح يوم الأحد، وقفة احتجاجية بالرباط، بلباس أسود، يعكس شعورهم بالإحباط واليأس، حاملين شعارات تتهم الحكومة بجرهم نحو هذا السيناريو، الذي أثر سلباً على مسارهم التعليمي ومستقبلهم المهني.

إلى جانب ذلك، نظم الطلبة يوم الإثنين 08 يوليوز، إنزال جهوي أمام كلية الطب والصيدلة بأكادير، فيما سيخوض الطلبة يوم الأربعاء 10 يوليوز، مسيرة جهوية بمدينة مراكش، وستشهد مدينة طنجة يوم الخميس مسيرة محلية بالموازاة مع إنزال محلي بالدار البيضاء، أما يوم الجمعة، فمن المرتقب أن ينظم الطلبة مسيرة محلية بفاس، ومسيرة محلية بوجدة، مرفوقَيْنِ بإنزال محلي ٱخر بمراكش.

ولم يتوقف الطلبة عند هذا الحد، حيث من المرتقب أن تشهد العاصمة الرباط، يوم الثلاثاء 16 يوليوز، مسيرة وطنية حاشدة، اختار لها عنوان “مسيرة الغضب”.

وأفاد الطلبة، أن هذا التصعيد جاء نتيجة التماطل الكبير في التجاوب مع مطالب الطلبة وهمومهم والتي فاقت 200 يوما، دون إظهار نية حقيقية من قبل الحكومة في حل هذا الملف.

واتهم الطلبة الحكومة بأنها تريد أن تقود هذا الملف إلى سيناريو السنة البيضاء، واعتبر الطلبة أن الجهات المسؤولة لا ترغب في إيجاد مخرج لهذه الأزمة بل وتجعل منها آلية للتراشق والتطاحن السياسي بين الأحزاب، وفرصة لتصفية الحسابات الضيقة على كاهل مطالب طالب الطب والصيدلة بالكلية العمومية.

واستنكر الطلبة، استمرار مظاهر التضييق المتعددة، من توقيفات تتراوح بين سنتين إلى الإقصاء النهائي من الجامعة وحل للهيئات التمثيلية الطلابية، معتبرين أن هذا الأمر يدل على توجه الوزارة نحو المواجهة والاصطدام مع الطلبة بدل احتضانهم والتعامل معهم كشباب واعي يحمل على عاتقه هم إصلاح منظومة التكوين الطبي والصيدلي.

وجدد الطلبة، رغبتهم الصادقة في الوصول إلى حلول عاجلة وملموسة تنهي الأزمة وتيسر إنقاذ السنة الجامعية وتضمن مكانة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب وجودة شواهده بين مصاف الدول.

ووجه أصحاب البدلة البيضاء النداء لكافة المسؤولين إلى تحضير العقل والحكمة في التعامل مع هذا الملف المطلبي الذي لايحمل في طياته سوى مطالب تصب في مصلحة جودة تكوين طبيب وصيدلي الغد، يضيف الطلبة.

هذا وسبق أن قاطع طلبة كليات الطب والصيدلة الامتحانات بنسبة فاقت 96 في المائة، بجميع كليات الطب والصيدلة بالمغرب.

وفي هذا الصدد، قال طالب من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إن طلبة لم يتوجهوا إلى قاعات الامتحانات بجميع الكليات، وأضاف المتحدث، أنه في المقابل توجه الطلبة إلى الشواطئ قصد تنظيفها وإلى مراكز تحاقن الدم من أجل التبرع، وذلك للتعبير عن حس المواطنة الذي يتمتع به الطلبة.

 

وشدد الطالب، أن عائلات الطلبة منخرطة في جميع الأشكال النضالية المسطرة، إلى جانب الدعم المعنوي والمادي لأبنائهم، مستنكرا التضييق الذي تحاول الحكومة ممارسته على أباء وأمهات الطلبة من خلال الاتصال بهم بهدف تحريضهم ضد حرية أبنائهم في اتخاذ القرارات التي يرونها معقولة.

واتهم الطالب الحكومة بدفعهم نحو سيناريو السنة البيضاء، محذرا من الكلفة الباهضة لهذا الخيار على البلاد وعلى التقدم السليم لمشروع إصلاح المنظومة الصحية المرتكزة أساسا على التكوين الطبي والصيدلي من جهة، وعلى الصحة النفسية لـ25 ألف طالب وذويهم.

من جانبها ردت الحكومة عبر لقاء خاص عقده الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، على رواية الطلبة متهمة إياها بأنها تتضمن مغالطات غير صحيحة.

وواصل الوزير أن هذا الملف لا ينبغي أن يخرج عن طابعه التعليمي والتربوي، مشددت أن الحكومة سجلت مجموعة من المغالطات التي شابت الملف والتي قال إنه يتم الترويج لها على نطاق واسع مع تعمد تقديم نتائج وخلاصات غير تلك المتوصل إليها، يغلب عليها الطابع السلبي الذي لا يخدم هدف التوصل لحل للأزمة تفيد مصالح الجميع.

 

وفي الوقت الذي دخلت فيه أزمة طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، نفقا مسدودا، عبرت مجموعة من الأحزاب عن سخطها من تدبير الحكومة لهذا الملف، مشددين على أهمية استحضار المصلحة العامة في التعاطي مع هذه الأزمة المستمرة منذ أشهر.

وفي هذا الصدد، قال إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، في تصريح لجريدة النهار المغربية، إنه بالضرورة يجب الاستمرار في الحوار وايجاد أقرب السبل لحل هذه الأزمة.

وأضاف المتحدث، أنه يجب استثناء الطلبة المسجلين مسبقا من النظام الجديد الذي تنوي وزارة التعليم الشروع في تطبيقه.

وشدد رئيس الفريق البرلماني، أن الوزارة تحاول تمرير مغالطات بخصوص اعتماد العديد من الدول لخمس سنوات عوض سبعة، مؤكدا على أهمية انقاذ السنة الدراسية.

بدوره، ندد المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار، بتجاهل الحكومة للإضرابات التي يخوضها طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، وتأثير ذلك على المصلحة العامة للبلاد خاصة بعد قرار الطلبة بمقاطعة امتحانات الدورة الربيعية وتشبت الحكومة بإجرائها ابتداء من يوم الأربعاء.

ويذكر أن خمسة أفواج على الأقل، باستثناء طلبة السنتين السادسة والسابعة، قضوا سنة لم يدرسوا ولم يتدربوا فيها، وتعتبر هذه الدورة الرابعة التي تبرمج خلال هذه السنة الجامعية وتقابل بقرار المقاطعة من طرف طلبة الطب والصيدلة.

Exit mobile version