Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

طنجة تُصفّي الحساب مع عصابة “الوهم الأوروبي”: 110 سنة سجنا لأشباح الحرارين

في مساء ثقيل من أمسيات الخميس، أسدل الستار داخل محكمة الاستئناف بطنجة على واحدة من أكثر القضايا التي أرّقت المدينة خلال الشهور الماضية.

سبعة رجال، تتراوح أعمارهم بين العشرينات والأربعينات، وقفوا أمام القاضي يوسف بادي، وكل واحد منهم يحمل في رقبته فصلاً من حكاية رعب عاشها شباب حالمون بالهجرة.

العقوبة كانت ثقيلة، كما كانت الجرائم ثقيلة: أربعة متهمين نالوا 20 سنة سجناً نافذاً، وثلاثة آخرون 10 سنوات، ليبلغ المجموع 110 سنة من السجن.. تماماً كما تستحقه عصابة احترفت النصب، والخطف، والابتزاز.

قوارب الموت.. بضاعة الكذب

في الحرارين، غير بعيد عن المحطة الطرقية، كانت البداية دائماً. هناك، حيث يهبط الحالمون من حافلات المدن البعيدة، يبحثون عن فرصة حياة جديدة في الضفة الأخرى. لكن بدل أن يجدوا وسطاء الهجرة، كان “صيادو الوهم” بانتظارهم.

كانوا يستدرجونهم بخطة محبوكة: كلام مطمئن، ووعود بتسفير مضمون، وقوارب جاهزة. لكن الحقيقة كانت في مكان آخر… في ظلال غابة مسنانة، حيث يتحول الحلم إلى كابوس، والشاب المهاجر إلى رهينة.

الرعب على أطراف المدينة

كانت العائلات تُستهدف بهواتف مرتجفة، أصوات خافتة تطلب الفدية: “ولدك عندنا، جيب الفلوس ولا ما غتشوفوش”.

لا شيء يُربك قلب أمّ مثل هذا النداء، ولا شيء يُفزع مدينة آمنة مثل عصابة تُتاجر بالبشر تحت جنح الليل.

مصادر محلية تؤكد أن العصابة بثّت الرعب في شوارع طنجة، وأرعبت السكان كما الزوّار. جرائمها ترددت في المقاهي، وعلى ألسنة ضحايا نجوا، وبعضهم ما زال يحمل آثار ذلك الأسر الغادر في أعماقه.

العدالة تقول كلمتها

اليوم، قالت العدالة كلمتها. ليست فقط سنوات سجن، بل رسالة واضحة: طنجة لن تسكت على من يحوّلها إلى مصيدة للمستضعفين. الأحكام كانت قاسية، لكن ربما ليست أكثر قسوة من ليالٍ طويلة قضاها الضحايا في الغابة، بين خوف من المجهول وندم على حلم لم يُولد أصلاً.

وفيما تغادر هذه القضية صفحات المحاكم نحو الذاكرة، تبقى الأسئلة معلقة: كم من عصابة أخرى تتربص خلف الأمل؟ وكم من حلم جميل يمكن أن يتحول، في غفلة، إلى فخ قاتل؟

Exit mobile version