Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

عام كورونا… سنة استثنائية

الثاني من مارس سيبقى تاريخا لدى المغاربة. قبل سنة من الآن وبالضبط يوم 2 مارس 2020 اكتشف المغرب أول حالة كورونا لمغربي قادم من إيطاليا، وهي الحالة التي خلخلت يقينيات التصدي للجائحة، وكانت الحكومة متراخية في المواجهة، إلى أن جاءت التعليمات الملكية الصارمة بالتعامل بحزم مع المرض، وذلك قبل أن يتحول إلى جائحة ووباء، ولم تمر سوى أقل من أسبوعين، حتى شرعت الحكومة في اتخاذ بعض الإجراءات لمحاصرته، حيث تم يوم 16 مارس إغلاق المساجد والمقاهي والمطاعم والحمامات، كما تم يوم 20 مارس إقرار إغلاق شامل بمرسوم صادر عن رئيس الحكومة، وافق عليه مجلس النواب، تحت تدابير الشروط الصحية يوم 23 من الشهر ذاته.

لقد اتخذ المغرب العديد من الإجراءات الصارمة منذ اليوم الأول، وأغلق الحدود حتى دون سابق إنذار، وتم التكلف بالمغاربة العالقين بالخارج طوال فترة الإغلاق، وتكلفت القنصليات والسفارات بالملف، كما تقرر تعطيل العمل في العديد من القطاعات، وأمر جلالة الملك محمد السادس بإنشاء صندوق دعم المواطنين المتضررين من الإغلاق الشامل، وتمكن من تعويض مئات الآلاف ممن فقدوا الشغل خلال فترة الإغلاق الشامل.

طريقة المغرب في التعاطي مع جائحة كورونا، كانت وما زالت حديث العام والخاص، وكتبت كبرى الصحف الأمريكية، الواشنطن بوست مانشيط تحت عنوان “ملك المغرب يحب شعبه أكثر من الاقتصاد”، في دلالة على أن المغرب اتخذ إجراءات للحد من انتشار الوباء حتى لو أضرت كثيرا بالاقتصاد الوطني، لأن جلالة الملك كان ينظر للإنسان، أي المواطن المغربي، الذي ينبغي حمايته وهو بقدرته على إعادة النهوض بالاقتصاد من جديد، أما إذا ضاع الإنسان فلن نحافظ على الاقتصاد ونكون قد ضيعنا الاثنين.

لكن جلالة الملك اختار ذات الشوكة، أي حتى لو تم إلحاق أضرار بالاقتصاد الوطني، لكن يتم إبعاد الأذى من طريق المواطن المغربي، والحمد لله تم الحد من الخسائر البشرية، مقارنة بالدول التي هي أحسن منا في الإمكانيات.

وبعد أن بدأت دول العالم والمختبرات، التي تمتلكها القوى العظمى، في تلمس طريق النجاة عن طريق اللقاح، تواصل المغرب بسرعة مع الدول المنتجة وعلى رأسها جمهورية الصين الشعبية، وأجرى جلالة الملك شخصيا اتصالا هاتفيا مع الرئيس الصيني، أعقب ذلك توقيع اتفاقية بين المختبر الصيني والمغرب قصد مشاركة المغاربة في التجارب السريرية مقابل استفادة المغرب أولا من هذه اللقاحات.

وإلى حدود اليوم تسير عملية اللقاح وفق الخط المرسوم لها، وكان جلالة الملك محمد السادس قد تلقى الجرعة الأولى وأمام أعين كافة المغاربة، حيث أعطى فرصة لوضع حد للادعاءات المغرضة وشجع على تلقي اللقاح، بينما دول أخرى أغنى من المغرب بالثروات ومع ذلك لم تتلق سوى بضعة آلاف من الجرعات إعانة من بعض الدول وينتظرون ما ستوزعه منظمة الصحة العالمية.

عام كورونا عام صعب لكن المغرب تعامل معه بحنكة وتدبير مختلف خفّف من الخسائر التي كانت متوقعة.

Exit mobile version