Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

عبد السلام الإدريسي البوزيدي: ما هو مؤكد أن جائحة كورونا ستغير فهمنا لعلم الفيروسات وعلم المناعة

 في حديثه إلى مجلة  ،( BAB ) التي تصدرها وكالة المغرب العربي للأنباء شهريا، يسلط عبد السلام الإدريسي البوزيدي أستاذ علوم الأعصاب التنموية والمعرفية بجامعة نيويورك، الضوء على الآثار الناجمة عن الأزمة الصحية العالمية على مستوى فهم علم الفيروسات والمناعة، كما يتطرق إلى بشائر التفاؤل للتغلب على الجائحة، وأساليب تدبير الوضع الذي خلفه وباء كورونا.

BAB: ما هي السلبيات التي حملتها، برأيكم، سنة 2020، ومثلت خيبات بالنسبة لكم، خاصة في ظل الأزمة الصحية العالمية، وما هي قراءتكم لهذا الواقع؟

عبد السلام الإدريسي البوزيدي: أنا مندهش من السرعة التي انتشر بها الفيروس، ولا يزال يتمدد في جميع أنحاء العالم. لقد مر ما يقرب من عام منذ بداية الوباء في الصين، والآن وصل تأثيره المدمر الى كل الدول تقريبا.

وأنا مندهش حقا من المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها الفيروس، خاصة لدى كبار السن، والذي قد لا تنحصر أ ذ ي  ت ه في الرئتين، بل قد تطال الكلى والكبد والقلب والأوعية الدموية وحتى الدماغ.

من الملاحظ أن التعافي يطال غالبا معظم المصابين بالفيروس، لكن عدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة ومضاعفات خطيرة بسبب الإصابة يتجاوز بكثير أي شيء رأيناه من قبل خلال العصر الحديث. كما أن التفاوتات المجالية بين الأرياف والمدن على صعيدي الصحة والتعليم تتيح ملاحظة تأثيرات متفاوتة للفيروس على المجتمعات بهذه المناطق.

هذا الوضع الوبائي فرض مجموعة من التساؤلات المتعلق بعضها بمصدر وأسباب هذا التباين الملحوظ في أعراض الإصابة بين المرضى، وحول إذا ما كان الأمر مرتبط بالوراثة الشخصية، أم بطول أو نوع التعرض للعدوى، أم بجوانب ذات صلة بالفيروس أو بعوامل أخرى؟.. أسئلة كثيرة ما تزال معلقة دون إجابات، غير أن ما هو مؤكد ان الدروس المستخلصة من هذه المحنة الصحية ستؤدي إلى تغيير فهمنا السريري والمجتمعي لعلم الفيروسات وعلم المناعة.

نحن نواجه أسئلة صعبة للغاية، ومن المفيد والضروري التماس الإجابة باستخدام النطاق الكامل لمختلف مصادر البيانات، واعتماد منهجيات علوم البيانات وأدوات الذكاء الاصطناعي.

ومن عدة نواحي، تعتبر هذه الظرفية حاسمة بالنسبة لكيفية جمع البيانات من أنواع وأماكن عدة، إثراء في هذا المجال لعملية صنع القرار المشتركة على مستوى العالم، وللتأثير بالنتيجة وبشكل ملموس على الصحة العامة.

ما هي بوارق الامل التي لاحت لكم وجعلتكم ترون أن كل ما مر بنا جميعا وما نزال نعيشه لم يخل من إيجابيات، وأن في الأفق بشائر قد تحمل على التفاؤل بأن الغد قد يكون أفضل؟

كان عام 2020 خارجا عن المألوف، لم يشهد له هذا الجيل مثيلا. للحظة، شعرت أن العالم توقف، وأن تحركنا كان بطيئا. لكن في خضم كل هذه المصاعب، كان عام 2020 مليئ ا بالدروس، إذ رأينا قادة فكر ورأي ينهضون من تحت الرماد ليساهموا في مواجهة هذه الأزمة، وأناسا أصبحوا دعاة لقضايا حيوية أو باتوا يدعمون قضايا لم يكونوا ليطلعوا عليها لولا هذه المحنة، وكثيرون انكبوا على مراجعة ذواتهم بالتأمل والتثقيف والتفكير في قضايا كانوا غالبا ما يمرون بجانبها دون أن يعيروها أي اهتمام.

وتأكد جليا أيضا أن البيانات هي عملة ووقود البحث العلمي والتطوير، إذ دفعت الأزمة الصحية العالمية الى البحث عن حلول ت م ك  ن العلماء من مواصلة العمل

Exit mobile version