Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

عبد اللطيف وهبي…مغالطات بالجملة حول “طوطو” وحرية التعبير

قديما قيل “تكلم لأراك”، وأحيانا تتمنى لو أن بعض المسؤولين ظلوا صامتين حتى يريحوا الناس من “أفهامهم” السطحية والمغرضة في وقت واحد. عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للأصالة والمعاصرة ووزير العدل، قال إن محمد مهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، “غير مسؤول عن كلام “طوطو” ولا يمكن تقييد حرية الفنانين”.
وفي محاولة لتبرير السقوط المدوي لبنسعيد قال، في حوار صحفي، إنه لا يمكن أن يُسكت الفنان في المنصة وهل كان سينزله منها؟
طبعا ليس من مهام الوزير أن يقوم بذلك، ولم يقل أحد إنه كان عليه أن يصعد إلى المنصة ليقوم بإنزال “طوطو”. لكن القضية لا تقف عند هذا الحد فالوزير لم يعتذر للمغاربة الذين تضرروا من الكلام النابي ل”طوطو”، بل بالعكس من ذلك تم منحه فرصة أخرى في البولفار وكادت سهرته أن تتسبب في كارثة، حيث وقعت مواجهات خطيرة، ومن الدارالبيضاء تم نقله إلى أكادير ليتحف جمهور المستمعين بما جادت به قريحته “المحششة”.
إذا كان وهبي يعتبر أن كلام “قلة الحياء” مجرد حرية التعبير فلم لا تسمح الحكومة بعرض فيلم “الزين اللي فيك” بمشاهده البورنوغرافية مادام صاحبه يمتلك رؤية فنية تسير في هذا السياق؟ أليس فقط حرية للتعبير؟ فلماذا تم منعه من العرض في القاعات السينمائية؟
فحرية التعبير في العالم لها مستويات محددة، وهو الذي لم يترك مسؤولا جهويا تابعا لوزارة الثقافة من قول كلمة واحدة، وقال له “كنعرف اللون ديال تقاشرك”، فلماذا لم يكن هنا مؤمنا بحرية التعبير؟
وبما أن وهبي ينتمي لأغلبية تفتخر بعددها لا بأعمالها، فقد قال إن 150 ألف الذين حضروا المهرجان “مشاوا ناشطين”، أولا لا يمكن الحكم على هؤلاء ومدى رضاهم عما وقع، ولنفترض أن ذلك حصل، فهل الحكومة تخضع لرضا الجمهور؟ فإذا علمنا أن كثيرا من الشباب يريدون استهلاك المخدرات فهل ستسمح الحكومة بذلك؟ أكثر من ذلك 30 مليون مغربي غير راضين عن الزيادات في الأسعار وعن قرارات الحكومة، فهل تعتمد الحكومة هذا العدد لاتخاذ إجراءات مغايرة؟
حرية التعبير محددة دستوريا، والإخلال بالحياء العام علنيا يعاقب عليه القانون، وها نحن نعيش واقعة توقيف “فتيحة روتيني اليومي” من قبل الشرطة والاستماع إليها بخصوص نشرها لمحتوى مخل بالحياء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكيف نميز بين المغاربة؟ كان على وهبي أن يدافع عن حرية التعبير كما يفهمها ويطالب بإخلاء سبيل فتيحة. ومن يرى ما تقوم به هذه الأخيرة إخلالا بالحياء العام فهو يطالب بمحاكمة “طوطو” بنفس الخلفية وإلا سنكون أمام تمييز واضح بين المغاربة.

Exit mobile version