ليست الوحدة هي ما يفهمه الميكانيكيون، فما طرحه جلالة الملك محمد السادس في عيد العرش، والمتعلق بضرورة فتح الحدود مع الشقيقة الجزائر يدخل في إطار الوحدة. هذا الخيار هو بديل للتقسيم، الذي يتهدد المنطقة برمتها، وهو مشروع من خارجها ودخيل عليها، وفق المعاني الكبرى للخطاب الملكي، الذي قال إن المغرب والجزائر دولتان أكثر من جارتين لكن دخل بينهما كيان غريب، فعملية الإدخال ليست طبيعية، ولكنها ضمن المخططات القديمة التي تهدف إلى خلق التجزئة وإدامة التجزئة.
كان جلالة الملك على وعي تام بالمعيقات التي تترصد بمشروع مثل هذا، لكن هناك أمل يجعل الباب مفتوحا نحو دحر عوامل التفرقة، وهذا الأمل يتعلق بكون الفاعلين، الذين كانوا وراء إغلاق الحدود لم يعودوا موجودين، وأن الرئيسين الجزائريين الحالي والسابق وجلالة الملك غير مسؤولين عن العملية التي تمت سنة 1994، وبالتالي هناك عامل مهم هو عدم وجود المسؤولية الراهنية قد تجعل قصة العودة الطبيعية للعلاقات شكلا قابلا للحياة.
المنطقة لم تعد تحتمل أكثر، وطبيعي أن كل الدول يقع بينها الخصام بل حتى الحروب، لكن من التخلف أن يستمر هذا الوضع أبد الدهر، لأن هذه المعارك سواء كانت مناكفات منابرية وإعلامية أو كانت عسكرية تنتهي بالجلوس على طاولة الحوار قصد بناء أسس علاقات جديدة أو على الأقل الاتفاق على قواعد اشتباك معقولة.
المغرب الكبير أو المغرب العربي أو شمال إفريقيا ليس فقط رقعة جغرافية، ولكنه موضوع مراهنات الجغرافية السياسية من قبل القوى العظمى، والقوى الإقليمية، ولهذا خيار الوحدة ضرورة تاريخية، والوحدة كما يراها جلالة الملك هي وحدة المصير والاتفاق على الحد الأدنى من مبادئ حسن الجوار.
عبقرية ملك…وحدة المغرب الكبير ضرورة تاريخية وإجراء واقعي

People stand near a border post on the Algerian side of the Morocco-Algeria border in the north east of Morocco July 31, 2011. Morocco's King Mohammed renewed calls on Saturday to normalise ties and reopen borders with wealthier neighbour Algeria, saying that Rabat wants to build an integrated North African economic bloc. Morocco closed the border following a 1994 Islamist militant attack in Marrakesh, which it blamed on Algeria's secret service, and the border region remains tense. REUTERS/Youssef Boudlal (MOROCCO - Tags: POLITICS)