Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

عزيز أخنوش والتحكم عبر صورة الملك

ما كاد الحديث عن الضربة الموجعة التي تلقاها الكيان الموازي ينتهي حتى شرع كيان آخر في محاولة التشكل بطرق ملتوية لكن مستعملا الأسلوب نفسه. هذا ما ظهر من سلوكات عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير العديد من الوزارات، الذي قام باستغلال بشع للإفطار الذي استضاف فيه جلالة الملك محمد السادس. ملك المغاربة أجمعين، ومن حقه أن يختار أصدقاء وأماكن يقضي فيها وقته الخاص. من حق جلالة الملك كأي مواطن مغربي أصيل أن يلبي دعوة رمضانية في الأيام المباركة. لكن ليس من حق المضيف أن يستغل الضيافة لأغراض سياسية.

تسربت اخبار للإفطار، مع العلم أن الإعلام الرسمي لم يهتم نهائيا بالموضوع لأنه يدخل في إطار الحياة الخاصة لجلالة الملك، وبالتالي ليس مسموحا بتسريب الاخبار، فمن سربها؟ الأكيد أن الجهات الرسمية لو كانت لها نية بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفعلت وعبر القنوات الرسمية وشبه الرسمية، ولكن هذا لم يحصل فيبقى الاحتمال، الذي يصل درجة اليقين، هو أن عزيز أخنوش ومن معه هو من سرب الخبر.

لماذا إذن هذا السلوك؟

لقد نزلت صورة عزيز أخنوش في البورصة أخيرا ولهذا أراد رفعها من خلال استغلال صورة الملك. ليس لأحد الحق في ذلك بل إن صورة جلالته في مهرجان انتخابي تطيح بالمرشح إذا نجح، فجلالته فوق الجميع وفوق الاعتبارات السياسية وهو ملك كل المغاربة وأمير المؤمنين، وهو المواطن المغربي الذي له حياته الخاصة التي لا ينبغي التلصص عليها، بل لا ينبغي استغلال الضيافة لبعث رسائل إلى جهات متعددة.

وهذا يذكرنا بالمقاول الكبير، البارع في البناء شبه العشوائي، الذي كان في كل الصالونات واللقاءات يعلي صوته افتخارا بعلاقاته بالعائلة الملكية، وعن طريق هذه المزاعم والادعاءات كانت تفتح له الأبواب وتسهل له الترخيصات وغيرها مما يفقد المنافسة قيمتها، ولما فاحت رائحته صدر تنبيه عن وزير الداخلية يعتبر هذا السلوك غير صحيح.

ما جرى يذكرنا بالكيان الموازي، الذي تأسس في خفاء وكاد يأتي على الأخضر واليابس ودائما باسم الملك والقرب منه. ولا ننسى يوم صدر تقرير عن مؤسسة رسمية يدين الأمن المغربي في أحداث الحسيمة في محاولة لتوريط بلادنا دوليا لولا التعامل الحكيم لبعض الجهات المعنية باستقرار البلاد. ولم يأت ذلك إلا من استغلال صورة الملك في نسج علاقات قوية والتحكم فيها وتجاوز المؤسسات والأشخاص.

أخنوش اليوم، الذي ليس له رصيد سياسي وجاء معولا على رأسماله المالي في غياب رأسمال رمزي، يريد استعمال الرأسمال الرمزي للملك قصد بناء قاعدة سياسية توصله إلى بر 2021 والانتخابات المقبلة ورئاسة الحكومة، وهذا استعمال للمشترك بين المغاربة باعتبار الملك ملكا لكافة المغاربة وراعي لكافة الأحزاب السياسية ولا يمكن أن يفضل واحدا على الآخر، وما قام به أخنوش لا يخرج عما قام به المقاول الذي تعرض لتنبيه وزير الداخلية الذي عليه اليوم تنبيه إمبراطور المحروقات.

Exit mobile version