Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

عشر سنوات على ثورات الربيع العربي…هيمنة إخوانية وهشاشة اقتصادية

مرت أمس الخميس الذكرى العاشرة على بداية ثورات الربيع العربي، لثورة الياسمين بتونس، حيث أرغمت الاحتجاجات زين العابدين بنعلي على الرحيل عن تونس، وبعد ذلك دخلت البلاد في دوامة الصراعات السياسية، التي عرفت هيمنة مطلقة لحركة النهضة الإخوانية، التي استغلت الأزمة ونفذا عددا من الاغتيالات السياسية مثل اغتيال الإبراهيمي وبلعيد من اليسار، كما هيمنت على الشراع والمؤسسات التشريعية والرئاسية والحكومية بدعم إقليمي واضح من راعي الربيع العربي.
ويذكر أن الشاب التونسي محمد البوعزيزي قام بإحراق نفسه يوم 17 دجنبر 2010 في مدينة سيدي بوزيد التونسية، وتضامن أهالي سيدي بوزيد مع البوعزيزي وخرجوا في مظاهرات للمطالبة بالعدالة والحرية، ولكن الاحتجاجات سرعان ما تحولت إلى ثورة أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي لتكون شرارة الاحتجاجات في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، حسب ما هو ظاهر.
ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن، وأجبرت الرئيس زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بحلها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014.
وفي مصر اندلعت الاحتجاجات يوم 25 يناير حتى سميت بها، وكان هذا اليوم هو اليوم المحدد من قبل عدة جهات وأشخاص أبرزهم الناشط وائل غنيم وحركة شباب 6 أبريل وهو يوافق يوم عيد الشرطة في مصر قصد الخروج، وذلك احتجاجًا على سوء المعاملة خاصة بعد ظهور العديد من التسجيلات المصورة التي تظهر انتهاك رجال الشرطة للحقوق الإنسانية ولكن تعاملت الشرطة والأمن المركزي بعنف وقامت باستخدام الرصاص الحي، وكانت البداية في محافظة السويس ومات فيها أكثر من 20 شابا مما جعل أهالي السويس تخرج في مظهرات حاشدة، سريعاً ما تبعتها باقي المحافظات وتحولت المظاهرة من احتجاج على قمع الشرطة إلى احتجاج على سوء الأحوال المعيشية والبطالة والسياسة والاقتصاد والتوريث واحتجاجا على ما اعتبر فساداً في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك. وتعتبر البعض الثورة المصرية جسدا بلا رأس، لأنه لم يكن يُعلن أحد نفسه محركا للثورة، حتى النشطاء والمعارضين لم يكن لهم أي ظهور، فلقد كانت الثورة على حد تعبير الكثيرين هي ثوره ربانية.
بعد عصر يوم الجمعة 28 يناير 2011 بدأت قوات الجيش بالظهور في ميادين القاهرة، وفي الخامسة والنصف أعلنت وسائل الإعلام أن الحاكم العسكري يُعلن عن حظر التجول في القاهرة والإسكندرية والسويس، لكن بالرغم من ذلك فقد تحدت جموع المتظاهرين حظر التجوال. وقد نزل الجيش المصري إلى الشارع بناء على أوامر الرئيس مبارك لفرض الأمن خاصة بعد انكسار الشرطة أمام المتظاهرين واقتحام السجون، وامتنعت قوات الجيش عن استهداف المتظاهرين، واستمرت التظاهرات والاعتصام بميدان التحرير حتى أُعلن تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 م، ففي السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011 أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.
وتولى المجلس العسكري إدارة مصر لفترة 18 شهرا لم تخلوا من مظاهرات وإضرابات إلى أن تم انتخاب الرئيس محمد مرسي رئيسا للبلاد. واستمر حكمه لمدة عام لم يخلو أيضا من مظاهرات وإضرابات وقطع للطرق، وجاءت مظاهرات 30 يونيو 2013 ضد الرئيس مرسي وخرجت مظاهرات أخرى لمؤيدي الرئيس، وفي يوم 3 يوليو عام 2013 قام وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بعزل الرئيس محمد مرسي.
وفي ليبيا اندلعت المظاهرات يوم 17 فبراير على شكل انتفاضة شعبية شملت معظم المدن الليبية. وسبقت الثورة احتجاح يوم 14 يناير بمدينة البيضاء على الأوضاع المعيشية واشتبك المتظاهرون مع الشرطة وهاجموا المكاتب الحكومية. وفي يوم 21 غشت2011 بدأ تدفق قوات المعارضة الليبية المسلحة على العاصمة طرابلس ابتداءً من الأحياء الغربية للمدينة دون مقاومة من كتائب القذافي التي ألقت أسلحتها حسب عدة وكالات الأنباء واعتقلت قوات المعارضة سيف الإسلام القذافي ومحمد القذافي أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، لكن سيف الإسلام القذافي عاود الظهور في لقطات مصورة، وفي يوم الخميس الموافق 20 أكتوبر 2011 توفي معمر القذافي في مدينة سرت آخر معقل له ودفنت جثته بعدها في مكان سري.

Exit mobile version