لم تكن الرحلة الجوية الخاصة التي أقلعت من مطار مراكش المنارة في اتجاه جزيرة مايوركا الإسبانية، صباح الأحد، تعلم أنها ستتحول إلى تجربة عصيبة عاشها طاقم الطائرة وركّابها القلائل على إيقاع الترقب والقلق.
فبعد دقائق من مغادرة الأرض، دوّى انفجار مفاجئ في الطائرة الخفيفة، ليتبين لاحقاً أن إحدى العجلات قد تحطمت في الجو، وهو ما شكّل إنذاراً مبكراً بإمكانية وقوع كارثة جوية.
الطائرة، التي لم تكن تقل سوى الطيار ومساعده إلى جانب مسافر واحد، واجهت وضعاً دقيقاً تطلّب اتخاذ قرار سريع: الهبوط الاضطراري.
لكن هذا لم يكن ممكناً على الفور، فاختار الطاقم التوجه نحو مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، والتحليق فوق أجوائه لمدة قاربت الساعتين، في انتظار التخلص من كمية الوقود وتفادي أي شرارة أو اشتعال محتمل عند ملامسة الأرض.
المصالح التقنية بالمطار رفعت درجة التأهب، والملاحة الجوية تابعت عن كثب تطورات الوضع، في حين كان الطيار ومساعده يواصلان المناورة بحذر كبير.
وفي مشهد حبَس الأنفاس، نجحت الطائرة أخيراً في الهبوط على المدرج، دون خسائر أو إصابات، وسط ارتياح عام وحفاوة من طاقم الإنقاذ.
الرحلة التي بدأت بشكل عادي انتهت بهبوط احترافي أنقذ الأرواح، وجسّد مزيجاً من رباطة الجأش واليقظة التقنية، ليُسدل الستار على حادث جوي كان يمكن أن يكتب له عنوان مختلف تماماً.