شدد مجموعة من العلماء الأفارقة، على قوة امارة المؤمنين في نشر دين الوسطية والاعتدال، لكونها منارا لقيم التسامح و التعايش ونبذ الغلو ومحاربة التطرف والتشدد الديني، معتبرين أن قيم امارة المؤمنين الحل الناجع لعلاج اشكاليات العنف في افريقيا، حيث أكد ابراهيم احمد مقري امام الجامع الوطني بأبوجا بنيجيريا في تصريح لـ” النهار المغربية” على أن تدارس الواقع الأفريقي بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وبالمجلس العادي للمؤسسة ومناقشة شؤون المسلمين بأفريقيا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والطي تعتبره افريقيا قائدا لها وأكدت بيعتها له و لأجداده وسلفه، نابع من توجه ديني يرتبط بتشبت مبادئ اماؤة المؤمنين بالعقيدة و الوسطية وبالمدراس الروحية والتي تعتبر امتداد لهذا البلد الشريف لدولة المغرب”.
وأكد إمام جامع الوطني لأبوجا، أن ” امارة المؤمينين المتجلية في التواثب الدينية الحل الأنجع والعلاج الوحيد لمحاربة الغلو والتطرف، موضحا أنه ” علاج يتجلى فيما استطاع المغرب تحقيقه من أمان من خلال العقيدة الاشعرية والمذهب المالكي و المدارس الصوفية كعلاج ناجع لحل مشاكل تعاني منها القارة الافريقية وتواجه تحديات العنف والتطرف”.
وأكد أبوبكر الزبير مفتي تنزانيا ورئيس فرع المؤسسة بتنزانيا، على العلماء اجتمعوا لمناقشة كل الأمور الدينية وما يتعلق بالعلم والاقتصاد والأمن والسلام والاسلام الوسطي، والحفاظ على مذاهبنا وعقيدتنا الأشعرية، وأضاف أن “فرع المؤسسة في تنزانيا يشتغل على مبادرات توحيد الأمة وتعليم أبنائنا دين الوسطية والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ومحاربة الغلو في الدين والتطرف العنيف”.
وأشاد الشيخ بوكاري فوفانا رئيس المجلس الأعلى للأئمة في الكوت ديفوار ورئيس فرع المؤسسة بهذا البل، بما تقوم به المؤسسة من “مبادرات تمكننا نحن الأفارقة من أن نجتمع ونتداول في أمور الإسلام الوسطي المعتدل دين الحرية والعدل والتراث الاسلامي الافريقي في وقت كثر فيه الكلام عن الاسلام كدين عنف وإرهاب”، وأضاف “نريد أن نقدم صورة جيدة عن الاسلام من خلال المؤسسة ومبادراتها، كدين تسامح وتعايش سلمي، وهذا ما نصبو اليه” مقدما تشكراته لجلالة الملك على الرعاية التي يوليها للمؤسسة وعمله المبارك في هذا المجال والذي سيكون له صدى كبير في تاريخ الاسلام بإفريقيا.
و اعتبرت زينب يوسف آدم عضو المؤسسة ورئيسة العالمات الداعيات بجمهورية تشاد أن النساء التشاديات استفدن كثيرا من المؤسسة في مجال نشر الوعي وتعليم المرأة وتلقينها أسس الدين الوسطي السمح، وقالت إن اجتماعات الدورة الثالثة الحالية للمجلس الأعلى للمؤسسة فرصة لفرع تشاد لعرض برامجه التي تؤكد بالخصوص على النهوض بالمرأة من الناحية العلمية والاجتماعية والثقافية مضيفة أن “عملنا سنركزه في هذا المجال من خلال عدد من المشاريع والبرامج المطروحة للتنفيذ”. أما صفية عبد الرحيم الطيب عضو المؤسسة من السودان، فأعربت عن فخرها بعضوية مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي اعتبرتها مبادرة عملاقة وطيبة جاءت في وقتها بالنظر لما تعيشه إفريقيا رجالا ونساء من فرقة وتكالب الأجنبي وتفشي الأفكار الهدامة.
وأضافت أن المؤسسة جاءت في وقتها لجمع شمل علماء المسلمين بإفريقيا داعية للعمل بجدية على تنقية الأجواء والعمل على نشر الفكر والثقافة والعقيدة الإسلامية الوسطية السمحة للنهوض بهذه الأمة الافريقية.
وكانت قد افتتحت يوم الثلاثاء بفاس بإذن من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أشغال الدورة العادية الثالثة لاجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة بحضور 357 من أعضاء فروع المؤسسة المنتسبين لـ 32 بلدا، من بينهم 90 امرأة، والأعضاء المغاربة ال 20 من بينهم 4 نساء، حيث يعتبر المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أول أجهزة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ويسهر على تحديد التوجهات العامة للمؤسسة، ودراسة برنامج عملها السنوي والقضايا المحالة عليه من قبل رئيس المؤسسة، وميزانية المؤسسة والمصادقة عليها.
ويتألف المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بالإضافة إلى الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة كرئيس لهذا المجلس، من جميع أعضاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
وكان أحمد التوفيق، دعا الى تجاوز مرحلة تأسيس المؤسسة، المطلوب المرور إلى مرحلة الإنجاز، مع ضرورة مراعاة الأوضاع وخصوصيات كل بلد من البلدان الإفريقية، ولا سيما احترام المؤسسات المحلية”، وثمن “ترحيب عدد من الجهات الرسمية بمؤسسة العلماء الأفارقة”، مشيرا إلى أن “الجهات الرسمية تهمها مبدئيا، السكينة ونفع الناس، والترحيب أمر منطقي إذا زالت الريبة والشكوك، وحصل الإقناع بالفعل والسلوك”.
ودعا التوفيق العلماء الأفارقة إلى “اليقظة التامة والنموذجية التي يحتاج إليها العلماء”، وتابع أن “المسلمين في حاجة لعلماء أوفياء لأهلهم وبلدانهم، وإلى فقهاء بأحوال الناس، ليخففوا عنهم تبعات الحياة”.
و اعتبر محمد يسف، رئيس المجلس العلمي الأعلى، أن “إفريقيا اليوم في شخص عالماتها وعلمائها، تريد أن تجلي للناس هويتها الحقيقية الحضارية والتاريخية والدينية والعلمية، وأضاف “استطاع إشعاع مؤسسة العلماء الأفارقة، أن يتجول في إفريقيا بحثا عن الرموز الممثلة للإنسانية الصالحة للحياة”.