Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

علماء أفريقيا يعدون وثيقة الثوابت المشتركة

دعا العلماء الأفارقة، الى اعتماد توصيات الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال انعقاد الدورة الثالثة للمجلس الأعلى للمؤسسة بفاس، كوثيقة مرجعية في رسم معالم ورقة عمل المؤسسة في المرحلة القادمة، وإدراج توصية الرئيس المنتدب بإعداد وثيقة تعريفية شاملة تتضمن الثوابت المشتركة والأهداف وأسلوب التعامل الميداني لعمل المؤسسة على المستوى الإفريقي ضمن مشاريع سنة 2020.
و شدد العلماء الأفارقة في ختام الدورة الثالثة العادية للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، مساء أول أمس الأربعاء، الى تفويض تحديد الإجراءات العملية والتقنية لتنفيذ المشاريع المصادق عليها برسم سنة 2020، للأمانة العامة بالتنسيق مع الفروع مع مراعاة أحوال وخصوصيات كل بلد، و استكمال تنفيذ الأنشطة العلمية والمشاريع التي لم تكتمل خلال سنة 2019، وإعادة برمجتها في غضون سنة 2020.
ونص البيان الختامي للدورة العادية الثالثة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، على توجيه العمل إلى الاستفادة من المُكوّنين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات في تأهيل الأئمة العاملين في المساجد في كل بلد توافق فيه الجهات الرسمية على ذلك، مع التحضير لذلك بدروس بيداغوجية والتزويد بوثائق برامج التكوين التي ينبغي أن تتضمن جذعا مشتركا وجانبا يتناول خصوصيات البلدان، و العناية بالنشر الورقي والإلكتروني للمؤلفات العلمية المتعلقة بالثوابت الدينية المشتركة.
ودعا العلماء الأفارقة الى دراسة إمكانية وجدوى إنجاز معلمة للأعلام البشرية والمعالم الحضارية الإسلامية في إفريقيا ابتداء من مطلع سنة 2020، واتخاذ الأمانة العامة كافة الإجراءات الضرورية لذلك، و العناية بالمرأة الإفريقية وبالشباب وإشراكهم في جميع أنشطة المؤسسة، ومشاريعها.
وكان أحمد التوفيق الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس العلماء الأفارقة، أكد أن علماء إفريقيا منخرطون في التعاون بينهم وبين إخوانهم من علماء المملكة المغربية على البر والتقوى في ما ينفع أهل البلدان الإفريقية، و تبليغ أحكام الدين الحنيف ومكارمه وقيمه، في ما يدفع عن البلدان الفتن، وعلى رأسها فتنة الدين المتمثلة في الغلو والتطرف، موضحا أن منطلق المؤسسة في العمل ما هو مشترك بيننا من الثوابت ولاسيما في العقيدة والسلوك.
وحمل التوفيق، خلال انعقاد الدورة العادية الثالثة لمؤسسة محمد السادس العلماء الأفارقة، مجموعة من التوجيهات والتوصيات داعيا من خلالها الى الاشتغال على بينة من وضوح الأهداف وتزايد اليقين بضرورة قيام المؤسسة والحاجة إليها والانتظارات التي خلقها قيامها وما يمكن أن تحققه بعزمها وإرادتها أكثر من وسائلها، مؤكدا أن رصيد المؤسسة هو القيمة البشرية والروحية لأعضائها، بما يبلغونه ويحملونه للناس من الكلمة الطيبة والتعاون مع الفضلاء في جميع الخيرات، وشدد على العزمعلى المرور في الإنجاز إلى ما بعد مرحلة التأسيس، وذلك بعمليات على صعيد المؤسسة عامة، منها ما هو مسجل في جدول أعمال الدورة، ومنها ما هو خاص بكل بلد، حسب ما يتفق عليه مجلس رؤساء الفروع وأعضائها،مع مراعاة تفاوت الوضع في البلدان، حيث ينبغي أن يكون الالتزام بالأهداف عاما والتمسك بخصوصيات كل بلد من البلدان، ولاسيما في ما يتعلق باحترام المؤسسات المحلية والقواعد الجارية.
و كشف التوفيق، أن الحماس للمؤسسة في البلدان الافريقية، هو كسب أساسي و كسب واعد بما سيتحقق على أساسه من العمل القاصد والتعاون النافذ، وتتوقف إدامة مثل هذا الاستعداد على النموذجية الأخلاقية للمنتمين للمؤسسة وعلى حسن التواصل وإعطاء البراهين العملية على الصدق من جهة والمصداقية من جهة أخرى، إلى غير ذلك من الشروط والسمات التي ينبغي أن تلازم المؤسسة في كل مراحلها.
و دعا التوفيق الى ضرورة التزام نهج مندمج في العمل، بمعنى أن يكون أعضاء المؤسسة جسدا واحدا، يتعاملون أفقيا بين الفروع إلى جانب التعامل العمودي مع المركز بالمغرب، فالتعامل العمودي له ضرورته في أمور التدبير والتنسيق على الخصوص، والذي ينبغي أن يسود هو الاقتناع بأن كل واحد من العلماء في بلده قد صار قويا بإخوانه الأعضاء في البلدان الأخرى، يفيدهم ويستفيد منهم في العلم والمشورة، فالمؤسسة هي لكل العلماء والبلدان ولكنها مدعوة إلى الانصهار في بوتقة نظر وعمل واحدة، و ضرورة تحقيق درجة عالية من التواصل المستمر باستخدام التكنولوجيا، وهذا أمر سيتم تدبيره قريبا من جهة الوسائل التقنية، ويعد فتح موقع المؤسسة على شبكة التواصل باكورته الأولى، وينبغي أن يكون إنتاج المضامين وتحريرها أمرا يشاركه فيه الجميع، ولاشك أنكم تعلمون أن الوسائل المتاحة يمكن أن تتيح وثيرة للتواصل التدبيري والعلمي والتشاوري في كل الأوقات.

و أوصى التوفيق، باليقظة التامة والنموذجية التي يحتاج إليها الناس في العلماء، فالمسلمون في كل مكان في هذا العصر أكثر من ذي قبل بحاجة إلى علماء أوفياء لأهلهم ولبلدانهم، احتياجهم إلى السلم والطمأنينة والتخفيف من تبعات الحياة، والى النهل من الاطلاع على الوثائق المتعلقة بالجوانب العميقة والمؤسسات المتعددة التي يقوم عليها النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، لعلها أن تفيد في بعض الجانب الحيوية القابلة للاستيحاء بالنسبة لبلدان أخرى، ولكن هذا اطلاع لا يعفي من شيئ ألتمس من جمعكم التفكير في إنجازه، ألا وهو وضع وثيقة مذهبية تعريفية وتوجيهية لعمل المؤسسة على الصعيد الإفريقي، تشخص الأحوال وتشرح المقاصد ومنهج العمل، ويمكن الاستئناس في وضعها بالكتاب الذي وضعه بعض علماء المغرب ونشره المجلس العلمي الأعلى بعنوان ” سبيل العلماء”.

وكان المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة عقد دورته العادية الثالثة، بفاس يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث حضر اجتماع هذه الدورة أعضاء المجلس الأعلى للمؤسسة، وعددهم حوالي 357 من العلماء من 32 بلدا إفريقيا يمثلون فروع المؤسسة، من بينهم 90 امرأة، كما حضره من الأعضاء المغاربة 20 عالما من بينهم 4 نساء.

Exit mobile version