كتب علي بوعبيد الباحث والمندوب العام لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، أن إسبانيا جعلت الازدواجية، بخصوص قضية الصحراء، مبدأ توجيهيا في علاقتها مع المغرب.
وأكد بوعبيد، في تدوينة نشرها على موقعه على فيسبوك، “أي استقبال اليوم لأسباب إنسانية لزعيم البوليساريو، بعد أن استضافت ممثلين عن هذه المنظمة وسمحت بنشاط معادي للمغرب، كل ذلك يستجيب لنفس المنطق”.
وأضاف أن ما هو مدان وغير مقبول في القضية يرجع قبل كل شيء إلى مدى هذه الازدواجية التي تتجلى من خلال الرغبة في خداع يقظة الجار، المسمى صديق ، من خلال اللجوء إلى إجراءات مشينة تفتقر للمصداقية.
واعتبر أن “هناك أمرا بديهيا من الآن فصاعدا، والذي يجب أن نعترف به بهدوء: لم تعد إسبانيا بلدا صديقا بل مجر شريك. ومع الشريك ليست هناك غير المصالح التي يعتبر تحيين محتواها ضروريا”.
وفي هذا الاطار، قال بوعبيد “يجب أن تخضع قضية الهجرة ، الحالية في اتفاقياتنا مع الاتحاد الأوروبي ، لمراجعة منهجية”.
ولتحقيق ذلك ، أشار إلى أنه يجب على المغرب أولا وقبل التوقيع على الاتفاقية المقبلة مع الاتحاد الأوروبي (2021-2027) ، إعادة النظر في الترسانة التشريعية والاتفاقيات الخاصة بالهجرة، لإعادة تقييم بعض مقتضياتها في ضوء التطورات الحالية ووضعها في سياقها حسب مصالحنا.
وتابع أنه ينبغي أن نستحضر في أذهاننا دوما تساؤلا حول المبادئ التي تجعل بلدا مثل المغرب مخولا بمنع مواطن إفريقي من دخول القارة الأوروبية، وقد اتخذ هذا الخيار وسافر آلاف الكيلومترات لتحقيقه؟ يمكننا دائما أن ننصحه وربما نثنيه، لكن لا يمكننا أن نعارضه معنويا وإنسانيا.
واعتبر أنه يتعين منذ الآن تذكير الاتحاد الأوروبي بشكل عام وإسبانيا على وجه الخصوص ، بأن “مساهمتنا الحاسمة في الإدارة المشتركة للحدود” (أي دور المناول تجاه أوروبا)، لا يمكن شراؤها، بل يتم تعويضها على الأكثر حسب مستوى الرهانات”.
وأكد أن “المساعدة المالية التي تمنحها أوروبا في هذا الصدد لا تخضع لمعاملة تفضيلية لتبرير اللهجة التهديدية المستترة بالكاد من جانب الاتحاد الأوروبي تجاهنا”، مضيفا أن “المشاركة في الخطوط الأمامية وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، لتنظيم تدفقات الهجرة لم يكن مجالا طبيعيا للتعاون. لقد أصبح كذلك بناء على طلب أوروبا ومنذ أن اختارت هذه الأخيرة وضع حد لقانون حرية تنقل الأشخاص خارج حدودها “.
ولاحظ أنه “دون أن نكون عضوا في الاتحاد الأوروبي، فقد انضممنا إليه مع ذلك، ليس للأموال الممنوحة التي لن تعوض أبدا عن الاضرار المحتملة، ولكن في للرغبة في حسن الجوار والتعاون الشامل يتسم بخلفية استراتيجية”، مشيرا في الختام إلى أن “هذا البعد الاستراتيجي للتعاون هو بالتحديد الذي يجب علينا الآن أن نتساءل بشأنه ونراجعه وفق مصالحنا”