Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

عندما يُغير أخنوش مفهوم الحزب

تابعنا في الأيام والأسابيع القليلة الماضية ديناميكية غير مسبوقة للمؤتمرات الجهوية لحزب التجمع الوطني للأحرار، صاحب الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الذي يقود الحكومة، وفي كل مرة كنا نسمع الخطاب نفسه والكلمات ذاتها والعبارات كأنها مستوحاة من قاموس ما قبل الانتخابات التشريعية، حيث عاد الحزب لتوزيع الوعود، الفرق هي أنها هذه المرة بالتفصيل وليست بالجملة.
وفي محطة من محطات الحزب الجهوية كان يقود بعض الوزراء، الذين يحملون صفة العضوية في المكتب السياسي من غير انتخاب، ويقدمهم لمجموع الحاضرين وغير الحاضرين ومن يتابع الإعلام، باعتبار أن هذه صيغة للاستقطاب، أي إن الحزب لديه مفاتيح حل المشاكل.
الآن نفهم لماذا يدبر أخنوش ومن معه أمور الحكومة وقبلها الشأن الانتخابي بهذه الطريقة، التي لن تخلق سوى الفوضى، لأنه لا يفهم معنى الحزب ومعنى المؤتمر ومعنى البرنامج السياسي والاستراتيجية والبرنامج الانتخابي، فإنه أطلق الوعود، التي أين منها وعود عرقوب، وعاد اليوم ليطلقها من جديد.
يعرف الجميع أن حزب التجمع الوطني للأحرار لديه أكثر من مائة نائب برلماني ويقود الحكومة ولديه الأدوات والوسائل ورئيسه يقود “تجمع المصالح الكبرى”، إلا أعضاء التجمع (استحيينا أن نقول مناضلي التجمع)، لا يعرفون ذلك أو أن من يقودهم لا يريدهم معرفة ذلك.
المفروض أن الحزب السياسي الذي يقود الحكومة، ومن خلال مؤتمراته الجهوية عليه أن يبلور أطروحات جديدة تنسجم مع موقعه السياسي كحزب في الأغلبية وليس المعارضة، بمعنى أن تنطلق المؤتمرات من المشاركة في الحكومة وقيادتها والتوفر على وزارات مهمة، قصد تقييم هذه المشاركة ونتائجها ومعرفة سلبياتها وإيجابياتها على الحزب محليا ووطنيا.
على ضوء النتائج التي تخرج بها الدراسات القبلية، التي تسبق المؤتمر وتهيئ له، وعلى ضوء استراتيجية الحزب الوطنية، يناقش المؤتمرون التوجه الجديد للحزب جهويا بما أن المؤتمر هو مرحلة تقطع مع سابقاتها وتؤسس لمرحلة أخرى، وليس المؤتمر الجهوي هو جمع نخب جديدة، التي تأتي أساسا لأن في الحزب قياديين هم وزراء يمكن أن يحققوا مصالح، وليس المؤتمر الوطني هو مؤتمر التصفيق قصد انتخاب رئيس.
مؤتمر الحزب هو أعلى هيئة تقريرية في الحزب، وبعده يبقى المجلس الوطني هو صاحب هذه الصفة، وبالتالي ينبغي أن يخرج بقرارات كبيرة تحكم مسار الحزب لأن الهيئات القيادية هي مجرد أدوات تنفيذية لما يصدر عن المؤتمر وبين المؤتمرين ما يصدر عن المجلس الوطني.
وبما أن السياسة عند أخنوش هي فقط عنوان ومظلة تحمي “رأس المال” فإن الحزب هو فقط أداة لهذا الغرض، ولا يسعى إلى تحقيق أهداف غير أهداف رمزية لنخبة “تجمع المصالح الكبرى”، والمؤتمرات والدينامية الحزبية تهدف تحقيق مطالب وزارة الداخلية، التي وضعت معايير قانونية قصد الحصول على الدعم، أما أخنوش ومن معه سيستمرون في إطلاق الوعود الفضفاضة.

Exit mobile version