Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

عن مؤتمر البام: هل تُصلح النساء ما أفسده دهر السياسة؟

سيدتان في قيادة حزب الأصالة والمعاصرة. فاطمة الزهراء المنصوري، وزير السكنى وعمدة مدينة مراكش، ضمن قيادة ثلاثية تتولى فيها دور منسقة وطنية، ونجوى كسكس، البرلمانية ورئيسة شبيبة الحزب رئيسة للمجلس الوطني أي برلمان الحزب.
بغض النظر عن الحيثيات يبقى انتخاب سيدتين على رأس هياكل الحزب رسالة قوية يوجهها حزب مغربي للجميع على مقربة من صياغة التعديلات الرئيسية على مدونة الأسرة، حيث يؤكد أن المرأة في المغرب تحتل مراكز عليا بل حتى المراكز التي تنتج عن الاختيار والانتخاب.
ليست الطريق مفروشة أمامهما بالورود، فكثير من “الذكور” لم يستوعبوا بعد أن المغرب عرف تحولات كبيرة في التعاطي مع موضوع المرأة، وبالتالي سيكون الأمر صعبا والتحديات المطروحة عليهما تتطلب عملا طويلا، باستطاعتهما النجاح فيه إن لم تتعرضا للعرقلة من قبل قيادات لم يسعفها الحظ في تولي بعض المهام في القيادة الجديدة أو ممن يعتبرون أن شخصية نسائية مثل فاطمة الزهراء المنصوري كانت عائقا أمام مسارهم السياسي.
نادرة هي القيادة النسائية للأحزاب السياسية، فبالأحرى أن تجتمع القيادة التنفيذية (ولو مشتركة) والقيادة التقريرية في يد نساء حزب واحد تعتبر تحديا كبيرا، وحتى قيادة نبيلة منيب للاشتراكي الموحد انتهت بتمزيق الحزب إلى أكثر من تنظيم في وقت ينتظر من فاطمة الزهراء المنصوري إعادة بناء الحزب على قواعد الشفافية، لكن أيضا تصفية الحزب التزاما بما أعلنت عنه في بيانها قبيل المؤتمر، فهل ستسمح لها القيادة الجماعية بهذا التصرف، الذي يمكن تصريفه عن طريق المجلس الوطني إذا تعذر عن القيادة التنفيذية.
لقد فاطمة الزهراء المنصوري راكمت تجربة كبيرة في التسيير والتدبير، فبالإضافة إلى كونها محامية فقد شغلت مناصب مسؤولية كبيرة، وتعلمت التدبير من خلال تسيير مجلس واحدة من أهم الجهات بالمغرب، أي جهة مراكش وذلك لفترتين الأولى من 2009 إلى 2015، والثانية ما زالت مستمرة، ناهيك عن تسييرها لوزارة مهمة جدا هي وزارة السكنى والتعمير، وهي وزارة سايرت مشاريع ضخمة احتاجت إلى وزير أو وزيرة من القوة بمكان وهو ما أبانت عنه المنصوري خلال تسييرها للوزارة المذكورة.
فهل تُصلح نساء البام ما أفسده دهر السياسة؟

Exit mobile version