Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

فاتح ماي عيد لا يمكن بيعه

لم يعد أمام البعض شيء يتاجر به سوى الرموز التي يشترك فيها الجميع. مركزية نقابية هي الأولى في المغرب تأسست في عهد الاحتلال الفرنسي، قال أمينها العام إنه لن يشارك في احتفالات فاتح ومنع أعضاء نقابته من ذلك، بدعوى تزامن الاحتفالات مع عيد الفطر وكذلك خوفا من تداعيات كورونا، غير أن هذا الأمين العام، ميلودي موخاريق، أمسكته كاميرات الهاتف النقال وهو يشاهد مباشرة مباراة الوداد البيضاوي ضد بلوزداد الجزائري، الذي حضرته حوالي 50 ألفًا أو أكثر من ذلك من المتفرجين.
لم تعد النقابات تجمع مثل هذا العدد، بعد أن تسببت البيروقراطية في تشتيتها وبالتالي فإن ما دفع به موخاريق غير منطقي.
ففاتح ماي هو عيد أممي يخلد لذكرى إعدام مجموعة من العاملات حرقا بأحد المعامل الأمريكية، وكان في البداية تخليدا لذكرى الضحايا، ومع مرور الوقت تم إقراره كيوم عالمي للعمال في كافة بلدان العالم، وفلسفته واضحة هو يوم للتعبير بكافة الأشكال القانونية، من تنظيم تجمعات جماهيرية وإلقاء خطابات ورفع شعارات ويافطات، للتعبير عما يشغل بال العمال، وهو ليس يوما للاحتجاج كما يعتقد البعض، لكن لا يخلو من التعبير عن ذلك لكنه ليس مطلبيا.
ميلودي موخاريق، هو ثاني أمين عام لأقدم مركزية نقابية تأسست بالمغرب، أي منذ حوالي سبعين سنة، ويعرف أن النقابة دورها هو تأطير العمال وليس ممارسة العمل السياسي، دون أن تخلو من سقف سياسي، هذا الزعيم قام قبل الانتخابات بتوقيع اتفاق مع رئيس التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، الذي سيصبح رئيسا للحكومة، وهو اتفاق لا معنى له ولا سياق له، باعتبار أنه اتفاق بين النقيضين، خصوصا إذا علمنا أن أخنوش يمثل رأسمالية جشعة ويمثل “تجمع المصالح الكبرى”، التي يهمها الربح.
ويبقى العامل عاملا حتى لو كان رب العمل ينتمي للرأسمالية الوطنية، ولهذا تبقى النقابة في صف العامل والاتفاق مع الرأسمالية يعني شيئا واحدا بيع النقابة لا غير.
فاتح ماي هو فرصة للتعبير. يحكى أنه في كوريا كان رئيس إحدى الشركات قد اهتدى إلى فكرة وضع تمثال من السيليكون وسط المعمل، حيث كان العمال عندما يدخلون يضربونه بأرجلهم كوسيلة للتنفيس، ومكّنت هذه الطريقة من تفادي كثير من الصدامات بين العمال والإدارة.
ففاتح ماي هو عيد يخرج فيه العمال والموظفون من مختلف المشارب للتعبير عن تطلعاتهم ويبعثون رسائل للحكومة ولأرباب العمل، وهو يوم يتم فيه تصريف الاحتقان، الذي تريد الحكومة بتحالفها مع أكبر نقابة تفجيره في وجوهنا.
إذا لم يتم منح العمال مثل هذه الفرصة للتعبير عن مستويات من المطالب، فإنه ينبغي انتظار تفجيرها في أمكنة وأزمنة مختلفة دون أن يكون هناك من يقدر على لجمها بتاتا، ولهذا فإن موخاريق يلعب بنار الاستقرار الاجتماعي بتحالفه مع أخنوش.

Exit mobile version