بعد المباراة التي جمعت الوداد الرياضي مع نادي الأهلي المصري، برسم نهائيات كأس أبطال إفريقيا، تبين أن المغرب قادر على النجاح في عدة مجالات. مباراة جيدة. التزام اللاعبين المغاربة. تنظيم أمني محكم. اهتمام ملكي بالرياضة المغربية.
فوز الوداد الرياضي بلقب بطل دوري أبطال إفريقيا حاجة مغربية ماسة لتتويج رياضي بعد سلسلة من الركوض الرياضي، ولهذا احتفل بالفوز جميع المغاربة، أي جميع مشجعي الفرق الرياضية، ولوحظ جمهور كبير من الغريم التقليدي للوداد أي الرجاء البيضاوي يشجع الوداد، أي إن المشجعين لم يكونوا فقط وداديين ولكن جمهور رياضي مغربي.
لم يعكر صفو هذا الفرج سوى بعض التصرفات غير اللائقة لبعض اللاعبين المصريين، الذين أزالوا الميداليات في المنصة أمام مسؤولي الفيفا والكاف بل سجلت الكاميرا بعض اللاعبين وهم يرمون الميداليات، وهذا سلوك غير أخلاقي، وشاهدنا لاعبي ليفربول يحيون لاعبي ريال مدريد بعد فوزهم بكأس أبطال أوروبا.
وكان لافتا أن جلالة الملك ومن خلال تهنئته لفريق الوداد أنه يهتم بالتفاصيل الدقيقة للرياضة المغربية باعتباره الرياضي الأول، وهو صاحب الفوز الكبير، وأراد أن يقول لهم إن المغرب ملكا وشعبا معكم.
وسجلت المباراة انتصارا آخر أكبر من الفوز بالكأس، التي يمكن أن تأتي ولا تأتي، لأن الروح الرياضية تقتضي الاعتراف أيضا بالهزيمة وبإمكانية الهزيمة كما الربح وإمكانية الربح، لكن الربح الأكبر هو الصورة التي نالها المغرب من خلال التنظيم الأمني الكبير لحدث رياضي قاري ضخم، حيث انتصر الأمن على الفوضى، التي ترافق التظاهرات الكبرى بما فيها التظاهرات التي تقام في دول متقدمة مثل فرنسا مثلا.
وكان لافتا للانتباه نزول عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، شخصيا إلى الميدان للوقوف على حماية المباراة وما يحيط بها من جمهور وملعب ولاعبين حيث مرت في أحسن الظروف.
شكل هذا النزول الشخصي لحموشي دلالة ذات بعد رمزي كبير، حيث منحت عناصر الأمن دفعة قوية للاشتغال أكثر والعطاء أفضل لأن الرجل الأول في أكبر مؤسستين أمنيتين يوجد في الميدان شخصيا ويقوم بمهامه وقوفا عينيا على الميدان وعلى الإمكانيات ويدير دفة الخطة الموضوعة لحماية اللحظة الرياضية.
وكانت النتيجة مبهرة، كرويا حيث انتصر فريق الوداد، وأمنيا حيث مرت كل الأمور على أحسن ما يرام ولم يكن هناك ما يضام، لأن خطة الأمن كانت محكمة والأداء كان مناسبا للظرف، واشتغلت المديرية العامة بنفس واحد من الرجل الأول إلى آخر موظف فيها.
الحدث لم يكن سهلا، وهو تظاهرة رياضية قارية، ويمكن اعتباره “بروفة” لتدبير التظاهرات الرياضية الكبرى، ولهذا استحقت المديرية العامة للأمن الوطني أن تكون شريكا قويا وكبيرا في حماية وتأمين فعاليات كأس العالم التي ستقام في قطر وكان حموشي قد وقف بنفسه على الميدان لمعرفة ما تحتاجه التغطية الأمنية لهذه التظاهرة الدولية.
فاز المغرب رياضيا وأمنيا
