Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

فرنسا أمام معركة موازية ضد الجهاديين على الإنترنت

تواجه فرنسا التي هز تها سلسلة اعتداءات جهادية معركة مضنية تتمثل بحماية مواطنيها من الحملات الدعائية المتطرفة التي يبدو أنها تزداد قوة مع كل عملية قتل مروعة تشهدها البلاد.

ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في حشد غضب العديد من المسلمين على خلفية إعادة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد من قبل مجلة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة، ما خل ف تداعيات مأسوية لم يكن بمقدور الأجهزة الأمنية على أعلى مستويات التأهب منعها.

ونشرت المجلة الرسوم على صفحتها الأولى في أيلول/سبتمبر بمناسبة بدء محاكمة 14 مشتبها به تورطوا في الهجوم الذي قتل فيه مسل حون 12 شخصا في مقر المجلة في باريس في كانون الثاني/يناير 2015، في بداية موجة إرهاب أودت بأكثر من 250 شخصا على الأراضي الفرنسية.

وفي وقت لاحق من أيلول/سبتمبر، جرح باكستاني في هجوم انتقامي من المجلة شخصين باستخدام ساطور أمام المقر ذاته، إذ أنه لم يكن على علم بأن المجلة باتت حاليا في موقع سري للغاية. ولم يكن المهاجم على أي من قوائم السلطات الفرنسية للمراقبة الأمنية.

وقالت لورنس بايندنر إحدى مؤسسي “جي أو إس بروجيكت” المعنية بمراقبة المضمون المتطرف على الإنترنت “اعت برت إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية إهانة جديدة وكان لديها مفعول سر ع” تطور الأحداث.

وبعد أيام عدة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مساع جديدة لمواجهة الراديكالية و”تحرير الإسلام في فرنسا من التأثيرات الخارجية”، ما أثار موجة غضب واحتجاجات في عدة دول مسلمة.

وانتشرت دعوات لمهاجمة أهداف فرنسية انتشار النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، ما شك ل مفاجأة لأجهزة الاستخبارات التي كانت على علم بأن البلد يواجه في الأساس خطر ما يعرف بهجمات “الذئب المنفرد” (التي ينفذها شخص بمفرده) والتي عادة يستحيل تقريبا تحديد المخطط لها قبل تنفيذه العملية.

وقالت بايندنر لفرانس برس إن “لم تعد المرارة حيال فرنسا محصورة في الدوائر الجهادية… تصل الآن من المستويات السياسية الإسلامية الراديكالية إلى النطاقات الدينية الأوسع بكثير”.

وواصل خطاب الكراهية عبر الإنترنت تحريك دوامة العنف فقتل شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما صامويل باتي، الاستاذ الذي أثار حفيظة بعض الآباء عندما عرض رسوم شارلي إيبدو على طلابه خلال حصة عن حرية التعبير.

وأشادت مجموعات على صلة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية بقاتل باتي وأغرقت الإنترنت بدعوات لاستنساخ الاعتداء.

وبعد أسبوعين، قتل شاب تونسي غداة وصوله إلى فرنسا ثلاثة أشخاص في كنيسة في نيس.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة “مشروع مكافحة التطرف” ديفيد إبسن إن “الارتفاع الأخير في عدد الهجمات الإرهابية في فرنسا أظهر بأننا بحاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، للقيام بحملة ضد انتشار المضمون الإرهابي عبر الإنترنت”.

وتعه دت فرنسا بالفعل بالتحر ك بشكل أقوى ضد المنشورات التي تحض على الكراهية عبر الإنترنت بعد مقتل باتي، إذ ن شر اسم الاستاذ وعنوان مدرسته في إطار الحملة التي استهدفته على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن إبسن يشير إلى أن الحكومات تواجه معركة صعبة ما لم تنس ق الجهود مع الشركات التي توفر المنصات التي يستغلها المتطر فون بهذه السهولة.

وقال إن “سهولة الوصول إلى الصور والتسجيلات المصورة بالغة العنف على وسائل التواصل الاجتماعي تعكس فشل شركات التكنولوجيا في الإيفاء بوعودها.

Exit mobile version