Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

فرنسا التي تجهل المغرب

كان الجنرال دوغول، الرئيس الفرنسي بعد التحرير، يعرف جيدا من هو بطل التحرير محمد الخامس، وكان يعرف جيدا أن المغرب شريك في التحرير من الاحتلال النازي، وهو ما أقره زعماء العالم في اجتماع أنفا، الذي جمع بطل التحرير إلى روزفلت وتشرشل، كما كان جورج بومبيدو وجيسكار ديستان وفرنسوا ميتران وجاك شيراك يعرفون من هو الملك الحسن الثاني، كما كان جاك شيراك يعرف من هو الملك محمد السادس، الذي يقود بلاده نحو آفاق التحرر والسيادة الاقتصادية والسياسية والمشاركة ندا للند على مستوى الجغرافية السياسية.
تسافلت الرؤية الفرنسية بعد ذلك حتى وصلت إلى إيمانويل ماكرون، الذي يريد التخلص من التبعية للأمريكي عبر استتباع دول أخرى، وهو الأمر الذي أصبح مرفوضا من أغلب الدول ومن المغرب أساسا وها هي دول يزورها ماكرون تصوت ضد قرار أممي حول روسيا عبأت له فرنسا كثيرا، وها هي بوركينا فاسو (فولتا العليا سابقا) تلغي اتفاقا عسكريا مع فرنسا موقع سنة 1960، وتمنح ماكرون شهرا كي يغادر آخر جندي فرنسي البلاد.
هذه هي فرنسا وقوتها وقدرتها لكن هذا هو وضعها في النظر إلى دولة ذات سيادة مثل المغرب، مما يعني أن فرنسا مع ماكرون تجهل المغرب، الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس، المغرب، الذي أصبح بفضل التصورات الاستراتيجية والجيواستراتيجية لجلالته فاعلا في قضايا دولية مثل مكافحة الإرهاب وقضايا قارية، حيث المغرب شريك أساسي في التحولات التي تعرفها إفريقيا، وإقليميا حيث لا يمكن تجاوز المغرب في أي قرار يمكن اتخاذه في منطقة الساحل والصحراء.
للمغرب حضور أمني واستخباراتي قوي في المنطقة، مما يجعل منه رقما صعبا في معرفة ما يجري ويدور وهو ما تتجاهله “الماكرونية”، التي لا تريد أن تفهم أن فرنسا تقلص حجمها بشكل كبير ولم يبق لها من القوة سوى وراثتها لحق الفيتو في مجلس الأمن وهو حق اكتسبته من فرنسا الجنرال دوغول عندما كانت قوية.
الموقف الذي سربته مجلة “جون أفريك”، الذي يقول فيه مسؤول مغربي إن العلاقات بين البلدين ليست على ما يرام. وتسريب الموقف من هذه القناة يعني أن كافة القنوات مغلقة وأهمها غياب السفير المغربي حيث ما زال المغرب يتريث في تعيين خلف لبنشعبون. ولما تكون القنوات مغلقة يعني أن الوضع متوتر وليس كما أراد ماكرون تسويقه خلال جولته بإفريقيا، التي يظهر أن الرئيس الفرنسي لا يعرف تحولاتها الجذرية التي جعلت منها بحيرة تماسيح لا يستطيع السباحة فيها إلا من كان ذكيا ويتوفر على رؤية استراتيجية واضحة.
المغرب أراد أن يقول لماكرون لا يمكن أن تلوي ذراعنا بتجييش الإعلام ضد المغرب ولا بالدفع بالبرلمان الأوروبي لإصدار قرار ضدنا لأن الحقيقة تبقى بعيدة عن متناول المغرضين والمغرب قادر على انتزاع الاعتراف تلو الآخر ومن قلب فرنسا ذاتها.

Exit mobile version