Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

فرنسا تكشف المستور.. موسكو وراء الهجمات الإلكترونية التي استهدفت الدولة والمجتمع

خرجت فرنسا عن صمتها لتوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسية، متهمةً إياه بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت مؤسساتها السيادية ومصالحها الحيوية، في إطار ما وصفته بـ”التهديد الهجين المستمر”.

الوزير الفرنسي المنتدب المكلف بالشؤون الرقمية، جان نويل بارو، كان أول من كسر جدار التحفظ، معلنًا بشكل علني على منصة “إكس” أن روسيا، عبر وحدة APT28 التابعة لاستخباراتها العسكرية، ظلت على مدى سنوات تُنفّذ هجمات سيبرانية ممنهجة ضد فرنسا.

من “تي في 5 موند” إلى حملة ماكرون… خيوط الحرب الخفية

المسؤول الفرنسي أعاد إلى الذاكرة الوطنية واقعتين حاسمتين: الهجوم على قناة “تي في 5 موند” سنة 2015 الذي أدى إلى توقف بثها، والاختراق الواسع لرسائل فريق الرئيس إيمانويل ماكرون خلال حملته الانتخابية سنة 2017. آنذاك، اكتفى المسؤولون بتصريحات حذرة، لكن الموقف اليوم تغيّر جذريًا.

تقرير رسمي يكشف العمق

التصعيد الفرنسي لم يقتصر على التصريحات، بل تدعم بتحقيق رسمي نشرته الوكالة الوطنية لأمن نظم المعلومات (Anssi) في أكتوبر 2023. التقرير يُفصّل الهجمات التي وقعت بين 2021 ونهاية 2024، ويُظهر توسعًا مقلقًا في أهداف المجموعة الروسية: من وزارات وهيئات محلية، إلى شركات السلاح والطيران، بل وحتى قطاعات اقتصادية ومالية.

 

في مقطع فيديو نُشر بالتزامن مع إعلان بارو، وجّهت السلطات الفرنسية رسالة واضحة: “التهديد لم يعد في الظل، بل أصبح واقعًا يوميًا، يستهدف الدولة في بنيتها الرقمية واقتصادها واستقرارها”.

 

“حرب دون دخان”

 

تصرّ باريس على أن ما يجري ليس مجرد تجسس إلكتروني تقليدي، بل جزء من “حرب دون دخان”، تُمزج فيها الدعاية بالاختراق والتشويش والتلاعب. إنها، كما تصفها السلطات، إحدى صور الحرب الهجينة التي تسعى لتقويض الثقة داخل المجتمعات الديمقراطية.

 

الموقف الفرنسي يُعدّ سابقة في علاقاتها مع موسكو، ويفتح الباب أمام تحركات أوروبية منسقة للرد على هذا النوع من التهديدات “غير التقليدية”، والتي لا تقل خطورة عن التهديدات العسكرية الكلاسيكية.

 

Exit mobile version