Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

فرنسا والجزائر….أمراض الماضي والحاضر

لا يمكن بتاتا أن ننظر بتوحش إلى العلاقات الدولية كما ينظر الآخر إليها، ولا ننظر إلى العلاقة بين فرنسا والجزائر مثلما تنظر فرنسا والجزائر لعلاقات المغرب مع باقي الدول، لكن إذا لم يكن يعنينا زيارة إمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي إلى الجزائر، باعتبار أن العلاقات الثنائية تهم الطرفين، فإن ذلك لا يمنع من فهم هذه الزيارة وطبيعتها، سواء من خلال سياقها العام أو من خلال طبيعتها، وقراءة في الخطاب الصادر عن الطرفين تمكن من معرفة ما تنطوي عليه الزيارة من محاولات بئيسة لـ”قليان السم”.
زيارة ماكرون طبيعية في إطار العلاقات الدولية، لولا أنها تحمل رسائل إلى المغرب من خلال ممارسات رمزية قريبة إلى الصبيانية منها إلى رزانة الدول، وعلى رأس ذلك أن يقوم رئيس فرنسي لأول مرة في الجمهورية الخامسة بزيارة للجزائر، مرفوقا بالحاخام الأكبر. وهو استجداء جزائري للعلاقة المرجوة والمتوقعة مع إسرائيل في وقت لم يسع وراءها المغرب بل إن الطرف الآخر هو الذي وظف كل الوسائل من أجلها.
فإذا كان جلالة الملك قد ذكر اليهود المغاربة في خطابه الموجه إلى الشعب في ذكرى ثورة الملك والشعب، فذلك من أجل رفع اللبس، والتمييز بين العلاقة مع دولة ما والانتماء الثقافي والحضاري لهذه البلاد، حيث إن اليهود مكون مغربي عاش بسلام في أرض السلام قرونا صحبة المسلمين دون تمييز. أما زيارة الحاخام الأكبر لفرنسا إلى الجزائر فهي طلب لعفو تاريخي حتى يفتح لهم طريق العلاقة التي لم يستجدِها المغرب وإنما جاءت إليه وهو ينظر إليها لما تحققه من مصالح، ويمكن أن يقطعها كما السابق دون أن يغير ذلك شيئا في وضع اليهود المغاربة بالداخل والخارج وارتباطهم بوطنهم.
فرنسا، التي قامت بتخريب ثروة الأمم أو الاغتيال الاقتصادي للأمم بتعبير القرصان الاقتصادي الأمريكي جون بيركنز، لم يعد لديها اليوم بما تعيش به حياة الرفاهية، وهذا اعترف به الرئيس ماكرون عندما قال “انتهى عهد الرفاهية”، وهي عبارة تتضمن “انتهى نهب ثروات الأمم”، ولم يبق لنا إلا سوق واحدة هي الجزائر، وسوف تستمر فرنسا، التي تعيش علاقات متوترة مع المغرب بعد اتجاهه في السنوات الأخيرة نحو تنويع علاقاته الدولية مع كبار العالم، (سوف تستمر) في تصوير المغرب كعدو لدود للجزائر مقترحة دائما الحماية حتى تستمر في نهب ما تبقى من ثروتها.
اجتمعت علاقة “السوء” بين الطرفين في حملات إعلامية مترادفة ومشتركة أحيانا ضد المغرب وضد مؤسساته بل ضد الشعب المغربي من خلال تخفيض نسبة الحصول على تأشيرات الفيزا إلى ربع الطلبات مع نهب مبالغ الحصول على التأشيرة في حال الرفض، ناسية، هذه الفرنسا الهاربة من إفريقيا، أن المغرب قادر بصبره الاستراتيجي على تطويع دول أفضل حالا اليوم من فرنسا. رحم الله الجنرال دوغول كان يقدر قيمة الدول والزعماء وعلى رأسها المغرب.

Exit mobile version