Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

فقط ثقوا… المدرسة رائدة والتلاميذ رواد؟

أطلعنا رئيس حكومتنا عزيز أخنوش في إطلالته الأخيرة بقبة البرلمان، أن النتائج الأولية لمشروع “مدارس الريادة” تبشر بمستقبل واعد للتعليم المغربي.
متى؟ وكيف؟ والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي تناول في مارس المنصرم فقط، الإشكالات التي تعاني منها مدرسة الريادة، والمتمثلة أولا في الفوارق بين الوسط الحضري والوسط القروي، وثانيا في الفوارق بين الجهات الترابية، وثالثا في عدم الاستيعاب الكلي لتلاميذ المستويات العليا بالسلك الابتدائي للمناهج الجديدة المعتمدة بهذا النوع من المؤسسات.
وحول مستوى التلاميذ الدارسين في مؤسسات الريادة في اللغات والرياضيات، رصد التقرير الحامل لعنوان “التقييم الخارجي للمرحلة التجريبية لمشروع المدارس الرائدة” للمجلس ذاته، أنه لم يستفد جل التلامذة المستهدفين من هذه البرامج، حيث إن نسبة كبيرة منهم لم تحقق أي تقدم بل شهدت مستويات بعضهم تراجعا.
تعثرات تشوب مدارس الريادة، جانب رئيس الحكومة الحديث عنها، واكتفى كعادته بـ”التغني” بالأرقام.
وسقط منه سهوا أوعمدا الرقم المتعلق بتصنيف المغرب في الرتبة 78 من أصل 81 عالميا في مؤشر المهارات المستقبلية للتلاميذ.

المهم بالنسبة إلى رئيس الحكومة هو أن يخبرنا بـ85 مليار درهم التي رصدتها حكومته لهذه التجربة التي تتخذ من أبناء “المزاليط” المقدر عددهم مليون و300 ألف تلميذ، أي 30% من إجمالي عدد التلاميذ في التعليم الابتدائي، فئرانا لتجربة قد “تخيب أو تصيب”.
مليون و300 ألف تلميذ قد يؤدون مستقبلهم ثمنا لفشل محتمل لتجربة المدرسة الرائدة، شأن ما حدث مع أجيال سابقة من أبناء الشعب، أما أبناء “المرفحين” فيدرسون في كبريات المدارس الخاصة التي لن تعتمد تجربة “مدرسة الريادة”.
المتابع لحماسة رئيس الحكومة أثناء حديثه عن مدرسة الريادة، وإنجازاتها المتمثلة في تحسن مضاعف في مستوى التلاميذ الذي قال إنه بلغ أربع مرات في الرياضيات، وثلاث مرات في الفرنسية، ومرتين في اللغة العربية، سيحصل له تشويش ذهني عالي التركيز، بين ما يسمعه وبين واقع يلمسه في ابنه أو ابنته تدرس في مدرسة الريادة.
وهذا سبب فشل كل مخططاتنا الإصلاحية في قطاع التعليم وغيره، حيث التنافر بين النظري والمطبق في الواقع، الذي لا يراه غير المعنيين به، أما المسؤولون فهم ربما “ماعايشينش معانا” بدليل أن رئيس الحكومة تحدث عن تجهيز أكثر من 30 ألف قسم دراسي بمعدات بيداغوجية وتكنولوجية حديثة، كيف حدث هذا وكيف سينجح، وهناك مناطق بكبريات المدن تعاني من ضعف شبكة الأنترينت أو غيابها؟
قال الوزير السابق محمد حصاد، إن المنظومة التعليمية “مريضة”، فالتلاميذ لا يفقهون خوارزميات الرياضيات، ولا لغة “موليير”، ولا حتى قواعد “الجاحظ”، فهل عثر عزيز أخنوش أخيرا على الدواء؟!

Exit mobile version