Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

في ذكرى عودة المغرب للاتحاد الإفريقي…امتداد ملكي إفريقي

في ذكرى عودة المغرب للاتحاد الإفريقي…امتداد ملكي إفريقي

العلاقات الدولية الناجحة هي التي تمتد في الزمن وتتطور، فالعلاقات التقليدية تستمر لكن بشكل روتيني وبطيء، واختار جلالة الملك محمد السادس تنويع علاقات المغرب الدولية وتنويعها بل يحرص جلالته على نوعيتها، وتم التركيز على العمق الإفريقي والعلاقات مع الدول الغربية ببعدها الاستراتيجي ومع الأشقاء العرب، وكانت القارة السمراء ضمن اهتمامات جلالته حتى قبل العودة إلى الاتحاد الإفريقي، حيث قام صاحب الجلالة بزيارات متعددة لمجموعة من الدول في إطار استراتيجية “رابح – رابح”.

 

المحادثات التي أجراها جلالة الملك محمد السادس مع رئيس نيجيريا الاتحادية محمد بوهاري، تدخل في سياق العلاقات النوعية والمستمرة والمتواصلة، التي تهدف إلى بناء شراكة ممتدة وفق قواعد واضحة، تمتد في المستقبل البعيد وليس القريب، لأنها شملت استكمال ورش خط الغاز بين نيجيريا الاتحادية والمغرب وبناء معمل للأسمدة بهذا البلد الإفريقي، وهي مشاريع طويلة الأمد.

لا يمكن بناء العلاقات الطويلة الأمد دون النظر إلى النفع المتبادل وبدون أحقاد تاريخية، من ينظر إلى المستقبل لا يستعير رموز من التاريخ البعيد أو القريب، لأنه في هذه الحالة ستصبح العلاقات الدولية مجرد تصفية حسابات وتوحش غير منطقي.

جلالة الملك ومنذ بدايات حكمه ركز على عمق المغرب. وقال في كل جولاته بإفريقيا: كفى من استنزاف خيرات القارة، ووضع أسسا لذلك، مقترحا على إخواننا الأفارقة المزج بين الخبرة المغربية في مجالات عديدة والثروات الإفريقية، والمزج بينهما سوف ينتج ثروات مادية واضحة بمعنى الربح للطرفين بشكل جلي، بدل أن تبقى القوى الاستعمارية السابقة تستنزف خيرات البلاد في القارة السمراء.

جلالة الملك اعتبر أن القارة الإفريقية منهكة من حيث الاستغلال الذي مارسه الاستعمار وما زال على ثرواتها، لكنها من ناحية أخرى ما زالت عذراء من حيث الاستثمارات الأساسية، وبالتالي يمكن التعاون بين المغرب وكثير من الدول في هذا المجال بعيدا عن حزازات السياسة وأمراضها، التي تعرقل تطور المجتمعات.

جلالة الملك رئيس دولة واقعي ويعرف أن العلاقات بين الدول والشعوب هي أساس التقدم، ولهذا دعا  دول المغرب العربي أو المغرب الكبير إلى ضرورة التأسيس لعلاقات سليمة مبنية على التاريخ والجغرافية وأساسا على تبادل المصالح والمنافع، لكن وفق الحد الأدنى من المبادئ بدل خلق القلاقل وزعزعة الاستقرار.

دولة نيجيريا الاتحادية بلد وسط إفريقيا مهم وكبير وغني بالثروات، لكنه بلد يرى بأفق الاستراتيجية ولا ينظر تحت أرنبة أنفه كما يقال في المثل العربي القديم، مثلما تفعل بعض الأنظمة، التي تسعى في الخراب لشعوب المنطقة بينما الأصل في العلاقات الدولية هو إطفاء الحرائق لا العمل على صب الزيت على النار.

جلالة الملك اختار العلاقات الدولية المبنية على السلم والسلام والمبنية على تبادل المنافع والمصالح لكن على أرضية الحد الأدنى من المبادئ ولهذا سيشكل خط الغاز بين نيجيريا والمغرب عنوانا كبيرا لعلاقات متميزة وتعبير جدي عن الامتداد الملكي نحو إفريقيا.

Exit mobile version