ظهر إمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، في حفل موسيقي رفقة عقيلته بريجيت ماكرون، وذلك أمس الأربعاء كان يحييه المغني البريطاني إلتون جون، وعاب المتتبعون على ماكرون أن يترك حبل الأحداث على غاربها ويذهب ليستمتع رفقة زوجته غير مهتم بتاتا بما يقع من أحداث في فرنسا، عقب مقتل فتى عمره 17 سنة على يد عناصر الشرطة التي أعدمته في الشارع العام فقط لأنه كان يقود دون توفره على رخصة.
وكانت عارضة الأزياء الإيطالية بيانكا براندوليني، نشرت على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، صورة لماكرون مع زوجته بريجيت في حفل موسيقي للفنان البريطاني المشهور.
والغريب أن الحفل الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس، في الوقت نفسه الذي شهدت فيه نانتير، وعدد من المدن الفرنسية احتجاجات متتالية تنديدا بجريمة إطلاق ضابط شرطة النار على فتى يبلغ 17 سنة وأرداه قتيلا.
وانتقد عدد من السياسيين حضور ماكرون هذا الحفل باعتباره سلوكا حقيرا يمكن أن يرتكبه رئيس الجمهورية في وقت تغلي فرنسا نتيجة الأحداث الأخيرة، واعتبر النائب البرلماني الفرنسي تييري مارياني، أن ماكرون “يتصرف بشكل غير لائق”، وكتب السياسي الفرنسي الشهير على حسابه بتويتر “وفي الوقت الذي تشتعل فيه النيران في فرنسا، ماكرون ليس متواجدا بجانب وزير الداخلية أو الشرطة، إنه يفضّل التصفيق لإلتون جون.. لكل واحد أولوياته الخاصة. يا له من انعدام للمسؤولية”.
ولم يفت النائب عن الجبهة اليمينية الفرنسية جان فيليب تانجوي، الفرصة ليلفت الانتباه إلى التصرف غير المناسب من الرئيس، وكتب أيضا على حسابه على تويتر “بينما تُحرق فرنسا، على الرغم من جهود الشرطة لقمع أعمال الشغب، سيحضر إيمانويل ماكرون حفلة موسيقية لإلتون جون”.
التصرف الذي قام به ماكرون يفيد أن الرئيس الفرنسي غير معني بما يجري حوله من وقائع وأحداث “الربيع الفرنسي”.
من جهة أخرى كتبت جريدة ليراسيون الفرنسية: كيف يمكن لشخص أن يموت بهذه الطريقة في فرنسا، مقتولا برصاص الشرطة بعد رفضه الامتثال ؟، هكذا تساءلت يومية (ليبيراسيون) في افتتاحياتها ليوم الجمعة، في إشارة إلى وفاة الشاب نائل الذي أرداه شرطي قتيلا يوم الثلاثاء خلال عملية تفتيش مرورية في نانتير بالقرب من باريس.
وأضاف كاتب الافتتاحية “والأسوأ من ذلك، كيف يمكن لشخص أن يموت بهذه الطريقة في سن السابعة عشرة، تاركا أحبائه يتحسرون ليس على حياة مليئة بالذكريات بل على ضياع حياة مليئة بالإمكانات”.
واعتبر أنه مع مرور الوقت، لا يمكن تفسير أو تبرير وفاة هذا المراهق الذي كان يقود سيارته، مشيرا إلى “حالة يأس قابلة للتفهم تماما”.
وتساءل الكاتب: “إذا كانت الأمور تسير وفقا لسيناريو جمهوري متوقع، مع توجيه الاتهام للشرطي المتهم بالقتل العمد ووضعه في الاحتجاز الاحتياطي، وهو قرار قضائي نادر بما يكفي للفت الانتباه، فأين كانت الجمهورية قبل الفيديو الذي أثار كل هذا ؟”.
إلى ذلك كتبت أسبوعية لوبوان أن السلطة في فرنسا تترنح على الحافة بعد الموت الوحشي لشاب يبلغ من العمر 17 عاما بنيران الشرطة يوم الثلاثاء في نانتير، والعنف الحضري الذي أعقب ذلك.
ورأت في مقال نشر على موقعها على الأنترنيت أنه بعد صدمة مأساة نانتير، يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون تحديا للحفاظ على سلطة الدولة.
قتيل وأحداث: ماكرون يترك “الحبل على الغارب” ويستمتع بحفل لإلتون جون

ماكرون في حفل راقص رغم الأحداث