Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

قصة لوحة أهداها الخطيب والعثماني لبنكيران

إدريس عدار
بعد إعلان انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما للعدالة والتنمية، أهداه سلفه سعد الدين العثماني لوحة تتضمن الآية الكريمة “واعتصموا بحبل الله..”. مشهد تكرر في وقت سابق غير أنه لم تكن هناك كاميرات حتى توثق ذلك. حدث ذلك بعد المؤتمر السادس للحزب، الذي انعقد يومي 19 و20 يوليوز 2008. وللحزب مؤتمرات لم يكن فيها أبناء التوحيد والإصلاح موجودين.
كانت الظروف الصحية لعبد الكريم الخطيب، مؤسس العدالة والتنمية تحت اسم الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، لا تسمح له بحضور المؤتمر. على الجهة الأخرى من الخط الهاتفي كان أحد أصدقائه، الذي تابع أشغال المؤتمر يكلمه. لم تكن مجموعة بنكيران حينها قد قامت بالتصفية الشاملة لأتباع الخطيب. موضوع المكالمة كان هو إخبار الزعيم المؤسس بنبإ اختيار بنكيران أمينا عاما.
الحكاية التي سمعتها ممن كان على الجهة الأخرى من سماعة الهاتف تقول إن الخطيب لما سمع بالخبر قال: الله يلطف. عبارة يرددها المغاربة عندما لا يروق لهم أمر ما. كلام يختزن دعاء.
وبعد نهاية المؤتمر زار وفد من القيادة الجديدة الدكتور الخطيب في دارته. كان يطيق بنكيران كثيرا. تحدثوا في كل شيء إلا قضية السطو على الحزب وتصفية أغلب ممن كانوا مع الخطيب ومنهم مؤسسون. احتفظوا له فقط بصفة الرئيس المؤسس. ما عدا ذلك تم تغيير كل شيء. وقبل أن يهموا بالمغادرة أهداهم لوحة (التي تستعمل لكتابة القرآن الكريم في الكتاتيب) وعليها الآية الكريمة “واعتصموا بحبل الله…”.
لم يكن الخطيب يدعوهم للاعتصام بحبل الله كما في نص الآية، ولكن أراد أن يقول لهم: ردوا بالكم من هذا، يعني بنكيران. قد يشتت شملكم. لا أدري هل كان الخطيب قاسيا مع بنكيران؟
هذه القصة لم تسجلها الكاميرات لأنها كانت في بيت الخطيب، وعليها شهود وهم أحياء. لكن اللوحة، التي تضمنت الآية نفسها كانت أمام الكاميرا.
لست ممن يقول بانطباق النية في الحدثين. لكن هي الملاحظة التي أثارها التشابه في كثير من العناوين. اللوحة والآية ولحظة الانتخاب.
بنكيران يأتي دائما على أنقاض الآخرين. منذ كان شابا قفز فوق قيادة الستة ليحصد تاريخ الشبيبة الإسلامية ويؤسس تيارا جديدا. لما أسس “الجماعة الإسلامية” دفع محمد يتيم ليترأسها وبعد أربع سنوات “جمع الحب والتبن”. عندما تمت الوحدة بين الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي بدأ البعض يلزمه بعلاقته بالضابط الخلطي فتراجع للخلف مكتفيا بإدارة صحيفة الحركة. بعد أن أصبح الخطيب غير قادر على تسيير شؤون الحزب دفع العثماني للأمانة. بعد أربع سنوات صعد نجمه. والقصة نفسها تكررت مع فشل خلفه وسلفه في نفس الوقت.
تشابهات كبيرة. العثماني أمين عام بعده بنكيران لمرتين. لوحة تهدى للزعيم مرتين. هل هي مصادفات؟ ما قاله الخطيب وهو يهديه اللوحة ليس تأويلا ولكن رواية عنه، فماذا أراد أن يقول له العثماني؟

Exit mobile version