Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

قضية المعطي منجب … رد ساخر على بيان تافه

في رده على بيان ما يسمى اللجنة الوطنية للتضامن مع المعطي منجب استعمل الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط قاموسا من السخرية المهذبة، لأن البيان الصادر عنها قمة في التفاهة، ولا يمكن منطقيا مواجهة غير الحجة بالحجة، فذلك سيدخلك في متاهات طويلة لا قبل لك بها نهائيا، فمن غير المقبول في أي سياق كيفما كان أن تحاور من لا منطق له، حيث سيدخل بك جدلا لا نهاية له ولا ينتهي أصحاب الجدل بتاتا.
تعتبر السخرية إحدى بنيات الاستدلال، التي مارسها ويمارسها الفلاسفة والمفكرون والخطباء، كما استعملها السياسيون بشكل كبير في إقناع خصومهم، واستعمالها في بيان الوكيل العام للملك بالرباط جاء في سياق التصدي لموجة عدوانية من البينات والكلام المستعمل في إطار الدفاع عن متهم يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي، لكن من خارج قواعد الدفاع.
اللجنة الوطنية للتضامن مع منجيب ربط بين اعتقاله ومجموعة من الصور، التي وقعت لحظة الاعتقال حيث اعتبرت أن الاعتقال كان تعسفيا وخارج مقتضيات المسطرة الجنائية، لأنه تم على الساعة الثالثة زوالا، يوم الثلاثاء 29 دجنبر 2020، من داخل مطعم بمدينة الرباط، وهو يتناول طعامه، من طرف عدة عناصر أمنية بزي مدني، حضرت على متن سيارتين للشرطة.
فهل يتجلى التعسف ومخالفة قانون الإجراءات في كون الاعتقال تم على الساعة الثالثة زوالا؟.أم لأنه كان يوم ثلاثاء معين؟. أم لأنه حصل داخل مطعم؟. أم لأن المطعم يقع بمدينة الرباط؟. أو لأن الشخص الذي تم توقيفه كان يتناول طعامه؟. أم لأن التوقيف تم من طرف عدة عناصر أمنية؟. أم لأن هذه العناصر كانت ترتدي زيا مدنيا ؟. أو لأنها حضرت على متن سيارتين للشرطة؟.
إذا اعتمدنا الجدل وسيلة للاحتجاج فإنه لو تم اعتقاله من داخل منزله سيقولون إنه تم توقيفه لحظة كان يطبخ كأس قهوة ليرد به مزاجه المعكر، وبما أنه تم تعكير مزاجه فإن اعتقاله تعسفي، ولم يسمح له بشرب القهوة، ولو شربها سيقولون إنهم لم يتركوا له فرصة لاختيار البدلة المناسبة، ولو سمحوا له بها سيقولون إنهم روعوا من كان بالمنزل، وحتى لو استدعته الشرطة تم أوقفته لقالوا إنها خدعته.
والسخرية قرآنيا هي نوع من الإعراض عن الجاهلين، لقد رأيتم أنه لا حد ولا حدود للجدل، بما أنه لا يستعمل أدوات المنطق الحصرية، التي بقدرتها الحسم في المواضيع ولكنه يركب حمار الجدل حيث لا يقف نهائيا ولكنه يستمر في القفز من مكان لآخر إلى ما لا نهاية، وكي تجادل ينبغي أن تكون متفرغا لذلك، وإلا ستبقى طوال حياتك تتبع المجادلين الذين لا يرسون على بر.
لهذا اختار الوكيل العام للملك السخرية كأساس في الاستدلال حتى يحسم بالمنطق مع اللا منطق، وحري بمعاهد القضاء أن تدرس هذا البيان كأساس للاحتجاج وأن يعلمه المحامون القدامى للمحامين الجدد.

Exit mobile version