Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

قضية ريان والإعلام الجديد

تجاوزت قضية الطفل ريان، ابن منطقة قروية نواحي شفشاون، أن تكون شأنا للقبيلة أو شأنا محليا بل أصبحت قضية رأي عام وطني ودولي، وعبرت أخبار الطفل العالم حيث احتلت حيزا مهما في كل وسائل إعلام الدنيا، وهناك قنوات عملت على النقل المباشر اعتمادا على “لايفات” بعض المواقع المغربية، وبكل لغات الدنيا تم الحديث عن الطفل، وفي مواقع التواصل الاجتماعي جل الصفحات تحدثت عنه، بالداخل والخارج من المغاربة وغير المغاربة، وارتفعت الأكف بالدعاء له وأن ينجيه الله ويرده إلى أمه كي تقر عينها كما رد موسى عليه السلام.
ليست اللحظة للمحاسبة عن المسؤولية التقصيرية لكل واحد، ولا عن دور الوالدين في رعاية الطفل، خصوصا في منطقة يقل فيها الوعي بخطورة الأشياء، وهي قلة ناتجة عن قلة الحيلة طبعا، وليس الوقت للحديث عن المسؤولية التقصيرية لرجال السلطة في ضبط الآبار العشوائية، وإن كان لابد من التطرق إليه لأنها اليوم فرصة لمناقشة قضايا كثيرة، سنأتي عليها في وقت لاحق مثل تطوير أدوات الدفاع المدني والتدخل في الحالات المستعصية.
اليوم نريد الحديث عن الإعلام الجديد ودوره في نقل المعلومة. وصلت قضية ريان إلى أبعد نقطة في الدنيا، لكن المبتدأ والخبر في القصة هو الإعلام الهاوي وبضعة مواقع إلكترونية قليلة منها من اعتمد صحفيين مهنيين ومنها من اعتمد هاوين أيضا، لكن المهم في القضية هو أن أول من نقل القضية إلى العالم هم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين واصلوا الليل بالنهار قصد نقل “لايفات” عن عملية الإنقاذ، بدءًا من التخطيط لها وشروعا في التنفيذ وتتبعا لكل الأشغال.
لقد كان هناك جهد من الجميع، والعمل الذي تم إنجازه يحسب لصانعيه وإن كنا نتوقع الأحسن، ونحن البلد الذي أطفأ حريقا كبيرا في أربع ساعات وفي مكان لا ماء فيه، كان ينبغي أن ينعكس ذلك في مجالات أخرى للإنقاذ، ولكن لا يمكن تبخيس عمل أي واحد، وبالتالي لا يمكن تبخيس عمل الإعلاميين، بل حتى المواطنين المتجمهرين، الذين مدوا عناصر الإنقاذ بالأكل وغيره ومدوا العائلة بالمعنويات، التي تفيد أن الجميع معهم.
هذا الإعلام الهاوي وبضعة من الإعلام المحترف، الذي أوصل قضية ريان، وأبعدها عن الشائعات، باستثناء بعض مواقع البوز وروتيني اليومي، قام بدور جبار، لكنه دور بسيط، فماذا لو كان هذا الإعلام محترفا، من حيث الأداء وحتى تقنيا، فأغلب الذين نقلوا “اللايفات” بمن فيهم المحترفون استعملوا أدوات هاوية بمعنى كاميرا الهاتف النقال، مع ضعف التغطية؟
هذه اللحظة، ينبغي اتخاذها منطلقا لإعادة النظر في الإعلام الوطني، وتأطيره وتنقيته من الشوائب وتكوينه ودعم المقاولات في التكوين والتأهيل والتثمين، حتى يتحول من إعلام بسيط إلى إعلام قادر على المنافسة عالميا وقد أكد المغاربة أنهم قادرون لو أتيحت لهم الفرصة وكانت هناك إرادة.

Exit mobile version