في خطوة خطيرة ومخالفة للأعراف والأخلاق المهنية، قامت قنوات فرنسية ببث مراسلات مباشرة من مراكش يدعون فيها السياح إلى مغادرة مراكش لأن الوضع خطير، وقام بعض السياح الفرنسيين بالاحتجاج عليهم، حيث اعتبروا كلامهم مجرد مغالطات لحمل السياح الفرنسيين بالخصوص على مغادرة المدينة التي تعيش أساسا من السياحة، وتقتضي الأعراف المهنية والقوانين المنظمة للعمل الصحفي الالتزام بنقل الوقائع كما هي على أرض الواقع، أما اختلاق الوقائع فهو من شأن السينما وليس العمل الإعلامي.
وفي هذه الظروف ينبغي طرد هؤلاء الإعلاميين بعد أن خالفوا القوانين الجاري بها العمل، بعد أن انتقلوا من النقل المهني لحدث الزلزال إلى التحريض على ضرب الاقتصاد المغربي ومعه معيشة السكان، حيث لم يتم تسجيل أي ضرر تعرضت له البنيات السياحية بالمدينة الحمراء، واستمرت الأوضاع على طبيعتها باستثناء إلغاء بعض الحجوزات، لكن لم يتم إحصاء أي بنية سياحية تضررت بالمدينة.
لكن الصحافة الفرنسية، التي تبين أنها في أغلبها تدار من مكاتب بوزارة الخارجية والمخابرات الفرنسية، لديها نغمة واحدة تجاه المغرب، فقط لأن بلدا له سيادته وقوانينه اختار فرقا من أربع دول للمساعدة في إنقاذ الضحايا ولم يكن من بينها فرنسا، والمغرب وضع معايير في قبول العروض المقدمة إليه من قبل العدد الكبير من الدول، لأن الهدف من قبل قبول المساعدات هو أن تكون نوعية وفعالة وليست كمية ومعرقلة.
عدم استدعاء فرنسا للمشاركة في العملية اعتبرته الصحافة الفرنسية تنقيصا من قيمة الأعمال الإغاثية الفرنسية، وهذا شأن فرنسا وليس شأنا مغربيا، ولهذا اختارت الصحافة الفرنسية نهجا عدوانيا ضد المغرب.
