ما قام به قيس سعيد، الرئيس التونسي، اليوم باستقباله لزعيم مرتزقة البوليساريو، لم يكن مفاجئا لأنه منذ سنة تقريبا وهو يميل بطريقة غير طبيعية نحو الجزائر، منذ أن أمر له عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري أو الواجهة المدنية للنظام العسكري، ب100 مليون دولار تم تصريفها إلى دنانير تم تحويلها إليه، حيث لا يعرف التوانسة أين ذهبت هذه الأموال، ومنذ ذلك الوقت وقيس يجري وراء ليلى (جبهة المرتزقة).
منطقيا لا يمكن محاسبة رئيس فوضوي لا يؤمن بالمؤسسات. فهو يحكم بطريقة العصابات بل زعيم عصابة. حل كل المؤسسات وتدخل في شؤون كل الأجهزة الساهرة على إنفاذ القانون، وأقال حتى بعض مستشاريه، وجمع في “جيبه” كل الصلاحيات، وبالتالي لم يبق جنبه من يقول له “إلعن الشيطان”.
ظلت العلاقات التونسية المغربية جيدة منذ الزعيم التاريخي لحبيب بورقيبة ومن بعده الجنرال زين العابدين بنعلي والباجي قايد السبسي، وفي عز الأزمة التي عاشتها تونس، وفي ظل انحسار السياحة بسبب الضربات الإرهابية، زار جلالة الملك محمد السادس هذا البلد وخرج يتجول في شوارعها ليطمئن العالم، وفي عز أزمة كورونا ساهم المغرب في دعم تونس.
لكن عندما يكون رئيس الدولة فاقدا للبوصلة السياسية فحتما سيكون فاقدا للبوصلة على مستوى الجغرافية السياسية، فالرؤساء التونسيون كلهم ظلوا حذرين من النظام العسكري الجزائري، الذي قضم أجزاء كبيرة من أراضيهم بالعنف والقوة نظرا لطبيعته التمزيقية لدول المنطقة.
قيس سعيد يتصور نفسه إمبراطورا لدولة عظمى، بينما تونس ومنذ الربيع العربي تعيس فقط على المساعدات، ومن غرائب هذا الرئيس أنه وقع توليه الرئاسة بطريقة الأمراء الأغالبة، بينما هو مجرد أستاذ جامعي غير مسيس حملته الموجة نحو رئاسة الدولة يحاول أن يرسم صورة عن نفسه غير حقيقية.
ومن يتابع هذا الرئيس سيجد أنه غير طبيعي حيث يقوم بمخاطبة أي شخص يستقبله كمن يخطب في مهرجان جماهيري، وهذا نوع من المرض الذي يعاني منه هذا الشخص، الذي استصغر منصب الرئاسة وجعله تافها.
عندما يتسافل رئيس جمهورية يستقبل رئيس عصابة وزعيم فلول مرتزقة.
قيس سعيد… رئيس فوضوي محكوم بدينارات العسكر
