Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

كرة القدم والبوليساريو

واهِم من يضعُ الرياضة عموما وكرة القدم بالخصوص في معزل عن السياسة.
المتتبع للأولوية التي مُنحت لكرة القدم المغربية من أجل تطويرها وجعلها في خدمة العديد من القضايا الوطنية، يفهم لماذا تم الرهان على قطاع حيوي من أجل التنمية، وهو القطاع الذي يشغَل بال أكثر من ثلاثين مليون من المغاربة المهووسين بهذه اللعبة، على امتداد أجيال متعاقبة، بل يحرك عجلة الاقتصاد الوطني، عبر الرواج التجاري المتنوع والنقل التلفزي والإشهار والإعلام واللوجستيك والنقل والسياحة وغيرها..
أسباب النزول هي انتخاب فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عضوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كأول مغربي في التاريخ يمثل المملكة بهذا الجهاز الرياضي الدولي الوازن والمؤثر، الذي لم يكن من فراغ، ولكن، كان وفق استراتيجية مغربية، آمنت بأن الرياضة وكرة القدم،بالخصوص، بوزنها وتأثيرها يمكن أن تصلح ما تفسده السياسة وتدلل الصعاب التي تستعصي على الدبلوماسية وعلى برامج الأحزاب، لذلك كان الحضور في هذا الجهاز ضرورة أملتها الظرفية والمكانة التي صار عليها المغرب ضمن المنتظم الدولي، فتم الترتيب له.
قال فوزي لقجع بعد انتخابه عضوا بهذا الجهاز الرياضي الدولي، فيفا، المغرب الآن، في مكانه المُلائم والطبيعي بهذا الجهاز وفق إرادة ورؤية ملكيتين ساميتين.
وإذا كنا نفهم من هذا التوجه أن المغرب لم يعد يقبل بمقعد التمثيلية الفارغ في الأجهزة القارية والدولية المختلفة المؤثرة، فإنه بحكمة ملكية وتبصر ملكي أيضا، استثمر الوقت المناسب ليكون في جهاز رياضي دولي فاعل ومؤثر، ليس رياضيا وحسب، وإنما اقتصاديا وسياسيا أيضا..
قد ندرك المراحل والأشواط التي قطعها المغرب لبلوغ هذا المنصب في شخص فوزي لقجع بكفاءاته المتنوعة والمشهود لها، في سباق قوي لقطع الطريق على منافس من ممثل للدولة الجارة الجزائر، التي ظلت وما تزال تُكنُّ العداء للمغرب في قضيته الأولى، حاضنة وداعمة للكيان الوهمي، البوليساريو، لكن ما وجب الافتخار به واعتباره نصرا حققته كرة القدم المغربية وهي تتقمص دور الدبلوماسية والسياسة، هو إقناع المغرب للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فرض قرار بمثابة قانون، يمنع التحاق أيّ كان من “الكيانات” بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، إلا إذا كان عضوا في هيئة الأمم المتحدة، وفي ذلك وحده، ضربة قاضية للجزائر وصنيعتها البوليساريو.
المغرب بتمثيلية فوزي لقجع كنائب سابق لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ( كاف)، أبلى طوال ولايته، البلاء الحسن اعتمادا على التوجهات الملكية السامية بإستراتيجية جنوب – جنوب، وبمفهوم رابح – رابح. ولعل الدور الكبير الذي لعبه حين دوّب بين جنوب إفريقيا والمغرب مسافة الاختلاف الذي ظلت تنفث فيه الجزائر سمًها، بجعل ممثل جنوب إفريقيا يدير ظهره إلى بهلوانيات الجزائر التي كانت تراهن مرارا على “إلحاق ” البوليساريو بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم ودحض الانتصارات التي حققها المغرب في ملف الصحراء المغربية، خير تمار نجاحات كرة القدم الوطنية في القارة الإفريقية.

“استقطاب” ممثل جنوب إفريقيا، الدكتور الملياردير موتسيبي، عاشِر أغنياء العالم، انتصار مغربي آخر، و”تنصيبه ” بالرباط في الجمعية العمومية للكاف رئيسا لهذا الجهاز، عبر موقف إفريقي موحد، اشتغل عليه المغرب بنجاح، ضد مناورات جزائرية كيدية، يبقى خدمة كبيرة لكرة القدم المغربية لصالح قضاياه الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.

Exit mobile version