Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

كولومبيا…على هامش تخدير وسرقة ديبلوماسيين مغاربة

إدريس عدار
الديبلوماسي يمشي هو الآخر في الأسواق ولديه رغبات ونزوات. ما وقع في كولومبيا لموظفين بالسفارة المغربية يحدث لأي بشر في الدرجة الصفر من النزول الأرضي. لست هنا في وارد الحديث ولا مناقشة ما يحق وما لا يحق للبشر. لكن ما وقع يوحي بأن خلف الواجهة هناك كوارث وبرك لم تتحرك منذ زمان بعيد. لو تحركت مرة واحدة لأوحت لنا بما تختزنه من غوامض الأمور. لقالت لنا لماذا ننهزم في أحيان كثيرة أمام خصم لا يساوي شيئا أما “البصل” فقد غلا ثمنه في زمن “الغلاء الجامح”.
الديبلوماسية في كل الأحوال هي تمثيل لصورة البلد. والدفاع عن هذه الصورة شرط ضروري لممارسة المهنة. في بلد لديه قضية كبرى مثل المغرب، الذي يدافع عن صحرائه يلزم من الديبلوماسي ألا يمثل فقط صورة البلاد ولكن أن يكون مناضلا. قضية الصحراء المغربية معركة ديبلوماسية وثقافية أولا. العوامل الأخرى هي أدوات لحسم المعركة أو إدارتها بطريقة أخرى.
في المعركة الثقافية نتساءل أحيانا، ما الذي يدفع بلدانا، ضد الهيمنة الغربية، تتبنى أطروحات هذا الغرب في التجزئة والتقسيم؟ ما الذي يجعل بلدانا لا مصلحة اقتصادية أو تجارية لها مع الخصوم تتبنى أطروحاتهم؟
العدو، الذي هو ابن عاق لبلده، المدعوم من ابن العم والجر الحاقد، يرسم صورة مخالفة عن الواقع. طبعا يتحملون مسؤولية في تشويه صورة بلدنا وفي فبركة تاريخ مزيف لتقديم أطروحة غير حقيقية.
لكن ما هي مسؤولية الديبلوماسي المغربي؟ إذا كان هذا الأمريكو لاتيني ليست له مصلحة ومنفعة مع الخصم ويدعم طرحه فهذا يعني أننا لم نصل إليه. هذا يعني أن الحقيقة غائبة والباطل حاضر.
في بلد من المفروض أن يكون الديبلوماسي المغربي وموظف السفارة “مناضلين” يواصلون الليل بالنهار تعريفا بالقضية نجد أن فئة فضلت مواصلة الليل بالنهار في تلبية النزوات، التي لا تنتهي. وما كنا لنعرف ما يجري خلف الستائر لولا فضية “التخدير والسرقة”. كل شيء يُسرق من ديبلوماسي يكون مهما عند الخصم إذا فرضنا أن السرقة ليست هدفا في حد ذاتها. في هواتف الموظفين مكالمات ومعلومات وأرقام وأسماء، هذا في الحد الأدنى.
فوجئت لما عرفت أن دولة في أمريكا اللاتينية مساندة لأطروحة الخصم، ميزانها التجاري مع الخصم صفر دولار. يعني من قدم لهم “جماعة المرتزقة” غالط بشكل كبير. ويمكن أن تنطلي على أناس يعيشون بعيدا عنا ولا يعرفون خلفيات القضية.
الديبلوماسية جهاد وجهد حقيقيين وليست امتيازات مادية ومالية. هي وحدها القادرة على خوض الحروب الناعمة، أي “الضربة اللي ما تنوض عجاج”. والديبلوماسي هو الذي يصافح من يميل كثيرا إلى خصمه حتى ينتزع منه نسبة من “الميل”.
هل فعلا نتوفر على ديبلوماسيين وموظفي سفارات من هذا الصنف؟

Exit mobile version