Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

كو كلوكس كلان…داعش الأمريكية

إدريس عدار
لا يخاف الأمريكي من السلاح بقدر ما يخشى على انهيار المؤسسات الضامنة. شكلت لحظة اقتحام مبنى الكابيتول علامة تحول صعبة. تعايش الأمريكي مع العنف غير أنه لا يريد انهيار المعبد. يغلي كالمرجل لكن المؤسسات تحمي التنوع وتمزج الهويات المتعددة في هوية واحدة ذات عنوان واحد. من غيرها تصبح هويات قاتلة بتعبير أمين معلوف.
حاول الرئيس المنتخب جو بايدن التقليل من أهمية التهديدات التي أطلقتها مجموعات يمينية متطرفة. هو رئيس مقبل ودوره زرع الطمأنينة. لكن الطريقة التي تتحدث بها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، توحي بأنها التهديدات حقيقية. نشر آلاف الجنود والأمن الفيدرالي لتأمين حفل التنصيب دليل آخر على ذلك.
الخوف حاصل والشارع يترقب. العنف الأمريكي كان دائما في الخارج. هذه المرة في الداخل. قبل أسبوعين كان العالم ينتظر حربا في المشرق. غدا ينتظر الجميع حربا، بمعنى من المعاني، حول التنصيب. المنتهية ولايته لن يحضر. المنتخب يصف المغادر بأن ما قام مقتحمو الكابيتول إرهاب محلي. سنون طويلة تعايشوا مع المحلي ووظفوا الأجنبي.
لا يهم أمريكا أن تكون إرهابيا. هل تصلح أن تكون أداة للتوظيف في مشاريعها. عندما تنتهي منك قد ترميك في غوانتانامو. ولكن يهمها أن تلصق بالآخرين تهمة الإرهاب. حتى الجماعات التي صنعتها هي نفسها تصفها بالإرهاب حتى يبقى هذا العنوان محصورا في الجغرافيا والتاريخ. لكن من يذكر تاريخا من الإرهاب الأمريكي؟ يبحث الأمريكي عن نموذج يشبه داعش وينسى عند باب داره جماعة “كو كلوكس كلان”.
داعش تقتل على الهوية والكوك لوكس كلان” تقتل على الهوية. التنظيم الإسلامي قتل الشيعة والعلويين والأيزيديين والمسيحيين وحتى بعض السنة. التنمظم الأمريكي متخصص أساسا في قتل السود وحتى بعض الكاثوليك. تعتمد داعش قطع الرؤوس وتعتمد الكوك لوكس كلان الشنق. تؤمن بتفوق الجنس الأبيض وعمدت إلى استخدام “العنف والإرهاب وممارسات تعذيبية كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم”.
داعش تنظيم خرج من رحم الوهابية، ويعتبر أكثر التنظيمات تطبيقا لمبدأ “إدارة التوحش”. غالت في القتل حتى ترهب خصومها. كوك لوكس كلان منظمة تنتسب للبروتستانتية، وتتخذ من الصليب المحروق رمزا لها. تعادي باقي الأديان الأخرى وتعادي حتى المسيحيين من غير البروتستانت وحتى الجزء الكبير من هؤلاء.
قد تخاف في بلد يعتبر السلاح مشاعا. قد تخاف إذا صدقت بعض التقارير التي تقول إن أعضاء هذه المنظمة يفوق ثمانية مليون منخرط. قد تصاب بالذعر إذا علمت أن من بين منخرطيها فئات من كل المجتمع.
أول مرة يتجه الأمريكيون للاهتمام بباب البيت بعدما كان الرعب والدمار يتم تصديره للخارج. أمام بايدن عملية صعبة قصد مداواة هذا الجرح الذي خلفته غزوة الكابيتول.
أشير فقط أن المقارنة بين كوك لوكس كلان والجماعات الإرهابية الإسلامية وخصوصا داعش موجودة عند آخرين وتحدث عنها بعض الباحثين. لست الأول طبعا.

Exit mobile version