Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

كيف نحافظ على النصر؟

غدا يلعب المنتخب الوطني المغربي مباراة نصف النهاية من النسخة الحالية لكأس العالم في مواجهة المنتخب الفرنسي، وفي حال الفوز أو عدمه فقد انتصرنا، ونقول انتصرنا بنون الجماعة لأن المغرب هو من يلعب هذه المرة، وانتصارات المغرب تترى، حيث حقق المنتخب النتيجة التي لم تحققها كل الملايير التي تم صرفها على مدى سنوات على ما يسمى “القوة الناعمة”، وبضربات القدم تم تحقيق فائض قيمة كبير على مستوى العالم، حيث أصبح العالم كله يتحدث عن المغرب.
نجحنا لأن المنتخب جسد الروح الوطنية ولا تهمه النتيجة المادية، بينما كثير من السياسيين والوزراء لا يجسدون الروح الوطنية، ولو كانت لديهم هذه الروح لربحنا المعركة ضد الأزمة، ونجح المنتخب لأنه يمثل القيم المغربية الحقة، قيم الرجولة والانتصار والوقوف ندا للند مع كافة المنتخبات.
انتصار تاريخي تشرئب أعناق بعض السياسيين والمحيطين بالسياسيين لاقتناصه، ولكن لا ينبغي لهم ذلك بل ينبغي قطع الطريق عليهم، لأن هذا انتصار للمغاربة كافة. المغاربة الذين لم تمنعهم قلة ذات اليد كي يدبروا ثمن رحلة مليئة بالمخاطر لتشجيع المنتخب، والمغاربة الذني لم تمنعهم الأزمة الاقتصادية من الخروج أفواجا وأسرابا كالطيور المغردة في شوارع المغرب ومدن العالم من أقصاه إلى أقصاه ليعبروا عن الفرحة والبهجة والسرور.
شيء ما أدخل السرور على نفوس المغاربة، فليتم استثمار هذا الأمر في التقدم الكبير ومضاهاة الكبار في العالم.
الفوز على منتخبات مجرد ذكر اسمها يخيف لاعبي العالم هو ناتج عن إرادة وقوة وتخطيط والتزام. هذا المغرب الذي قهر الكثير في السابق قادر على أن يقهر كل من يقف أمامه. وكم مثير قول أحد اللاعبين “الماتش غير 11 لاعب مقابل 11 لاعب”، دون تصنيف لهؤلاء اللاعبين. حلم الفوز بالكأس لم يعد مستحيلا.
اليوم نجحنا في خلق المفاجأة الكبيرة، وتحقق ما لم يحلم به أحد. أهم شيء تحقق هو هذا الظهور المغربي في العالم. بروباغندا دون سنتيم واحد. كل العالم يتحدث عنا. اسم المغرب ظهر بكل لغات العالم حتى التي لا نعرفها ولم نسمع بها. كل اللغات التي تصدر بها الصحف كتبت اسم المغرب.
فكيف نحافظ على هذه المكتسبات؟ بل كيف نستثمر هذه المكتسبات؟
البروباغندا تخسر عليها الدول الملايير بالدولار وليس الدرهم. وهذه مجانية “فابور” بلغة المغاربة. كيف نحولها إلى استثمارات في السياسة والديبلوماسية والاقتصاد؟ كيف نسوق صورة المغرب لنجلب ملايين السياح من مختلف بقاع العالم؟
صورة المغرب اليوم ناصعة البياض لا ينبغي خلطها بتاتا بأي شيء. اللعبون المغاربة ورغم أن اغلبهم يعيش خارج أرض الوطن أبانوا عن التزامهم بقيم الوطن وأخلاق الوطن. حتى أن كل العالم اليوم، وخصوصا الغربي، يتحدث عن قيم فقدها وهو يحسدنا عليها. صورتنا هي تلك المختلفة عن صورته ومن يريد استنبات قيمه هو ضد الوطن، الذي من أجله وحده لعب الأبطال.

Exit mobile version