لكبير بلكريم
مدينة ابن أحمد أو قبيلة مزاب المتشكلة والمكونة من العديد من الفخضات ضاربة في التاريخ كحضارة عريقة أنجبت خيرة رجالات الدولة الصادقين والأوفياء، ومنها خرج العلم والعلماء، والأئمة والفقهاء، والرياضيين والصحافيين وجهابدة رجال القانون منهم أبانوا عن علو كعبهم بالقضاء والمحاماة والمهن القضائية و مسؤولون كبار بالأمن الوطني، ومنها مثقفون ومبدعون وفنانون، وهي مدينة قصدها الأجانب من أقاصي الأرض من خارج الوطن طلبا للعلم، وعشقها الأجانب على مر السنين الطوال واستثمروا بها في قطاعات شتى وعلى رأسها الفلاحة.
الحديث عن قبائل امزاب الذين يعشقون ويحبون الحياة ويخلقون السعادة إذ كان فلاحو وكسابو قبائل مزاب خلال جميع المواسم الفلاحية بعد الحصاد وبيع المواشي والغلة التي تنتجها تلكم الأرض المعطاء أرض الناس المتسامحين والكرماء والسخيين والطيبين على مر التاريخ يحيون مواسم التبوريدة ونصب الخيام وإقامة حفلات بحثا عن الفرح والبهجة والسرور ومشاركة الكل في ولائم شواء و زرود والكل مبتهج لخلق السعادة فيما بين القبائل.
إلى هنا كان الرفض لما يتم الترويج له حول هذه القبائل تزامنا مع حدث عابر يقع بجميع بقع المعمور شخص يرتكب جرائم قتل ويمثل بالجثث لا ندري هل مصاب بجنون متقطع أو دائم أو موسمي،استغل البعض ذلك للترويج على أن المدينة مدينة سفاحين وقتلة و مجرمين و تناسلت الروايات الوهمية البعيدة عن الواقع وتم إلصاق العديد من الأوصاف بسكان المنطقة و صورتها مواقع و صفحات التواصل الإجتماعي وكأنه شعوب تعشق الجرائم.
كان السباق محموما بحثا عن الإثارة والمشاهدات وزوار الصفحات كل يخبط خبط عشواء وينقل بين الساعة والأخرى وينشر ويبث أخبارا لا علاقة لها بالواقع ولا حتى المنطق وتناسلت الشائعات، والزائفات بسبب الجهل المركب والمطبق لبعض حملة الميكروفونات الباحثين عن البوز.
وخلق هؤلاء موجة من التنمر والتحامل الذي طال قبائل مزاب وتاريخ هذه الحاضرة العريقة التي يجهلون عنها الكثير ومنهم من لم يكن يعرف بها نهائيا ليمتطي الحافلة وسيارة الأجرة بحثا عن البوز وعندما يفشل يحاول خلق الإثارة الواهية.
قبائل غبن أحمد لها تاريخها المجيد الضارب في القدم، كانت ولا تزال منبعا لرجال الدولة العظام الصادقين والأوفياء، والمثقفين اللامعين، والعسكريين والضباط الأوفياء، والقضاة المتميزين بالعدل والكفاءة.
أصبح الرفض سيد الموقف رفض الصورة النمطية التي حاول البعض إلصاقها بالقبائل و رفض المساس بسمعتها عبر ربطها بجريمة معزولة أو شخص يعاني من اضطرابات صحية ولم تتح له فرص العلاج اللازمة.
لا تجرّموا قبائل مزاب
