Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

لماذا لا يبيع وزراؤنا خبرتهم؟

بعد نهاية ولاية الحكومة الحالية، التي ستتحول بعد ثلاثة أيام إلى حكومة تصريف الأعمال سيغادر كثير من الوزراء مناصبهم أو أغلبيتهم، وبعد حصولهم على منحة المغادرة سيهيئون ملفات الحصول على تقاعد مريح نظير خدماتهم، المتواضعة في أغلبها، وذلك مدى الحياة مع ارتفاع أمل الحياة، بمعنى ستضاف كتلة معاشات جديدة وضخمة إلى سلة المعاشات الأخرى للوزراء السابقين في انتظار تقاعد الوزراء القادمين، ومع الوقت سيتم إنهاك الصندوق الذي يصدر هذه المعاشات.
تبقى خلفية هذه المعاشات غير معروفة، وإن كان معروفا أنها جاءت في وقت من الأوقات لتصحيح خلل معين، غير أن دوامها يعتبر قاتلا، حتى نخال أن الحكومة تستقطب من لا شغل لهم، وإلا فإنه بعد نهاية مهمة الوزير يعود لوظيفته السابقة، وإن كان رجل أعمال يعود لأعماله، غير أننا اكتشفنا أن بعض الوزراء ليست لهم وظائف أصلا، وهذه كارثة إذ وصلنا إلى مستوى تستقطب الحكومة العاطلين.
لنفترض أن الوزير فقد شغله بعد استوزاره إذا كان يشتغل في القطاع الخاص، فهو يحصل على منحة المغادرة التي تكفيه لمدة معينة على أن يجد عملا، وبما أنه كان وزيرا يعني أن سيرته الذاتية سمينة جدا، ولهذا يمكن أن يشتغل في أي مجال كخبير في الميدان، الذي أعطى فيه الكثير بتعبير كافة الوزراء.
في كل بلاد الدنيا يشتغل الوزراء السابقون بصفة خبير في مجاله سواء لدى مؤسسات حكومية أو رسمية أو شبه رسمية أو لدى شركات، كما يشتغل كثير منهم محاضرين في الجامعات ومراكز الدراسات أو يعدون لهذه الأخيرة دراسات أو يشرفون عليها فقط مقابل مبالغ مالية مهمة ومريحة ومنهم من يختار الكتابة بحكم خبرته فيُحصل بذلك تعويضات تكفيه ليعيش “البحبوحة” التي وفرتها له الوزارة.
لكن لماذا وزراؤنا نحن فقط متمسكون بالتقاعد؟
أغلب الوزارات فاشلة بل هناك وزراء جاؤوا من تخصصات هم فاشلون فيها، فكم من محامٍ أوصلته الصدفة الحزبية للوزارة ومكتبه من أفشل المكاتب وكم مهندسا لا رصيد له أصبح وزيرا، وبالتالي لا يمكن أن تقنع أحدا بأن يشغل معه وزيرا سابقا لأن سمعة الوزارة في المغرب غير جيدة، ونادرا ما تجد وزيرا مغربيا محاضرا، وعددهم محسوب على رؤوس الأصابع.
المنطق يفرض اختيار وزراء من ذوي الخبرة، وخصوصا أولئك الوزراء الذين لا يرغبون فيها لأنهم ناجحون في مهنتهم، وليس أولئك الوزراء الذين يتسابقون على الوزارة لتطوير مصالحهم، التي لا يمكن أن تتقدم دون أن يوجد صاحبها على رأس الوزارة، التي بواسطتها يقدم خدمات لمشاريعه، لكن الوزير الحقيقي هو الذي يأتي للوزارة وهو خبير في مجاله، حتى يقدم للوزارة شيئا جديدا، وهذا النوع ليس في حاجة لتقاعد لأنه بخبرته يستطيع تحصيل أموال كافية للعيش الرغيد، ولهذا ينبغي إغلاق قوس تقاعد الوزراء بشكل نهائي.

Exit mobile version