Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

لم يترك أخنوش للمغاربة سوى الشارع

اليوم السبت سيخرج المغاربة في عشرات المدن ليرفعوا صواتا واحدا: راكم قهرتونا. أحيانا ينظم المغاربة وقفات تتضمن مطالب قد لا يتفق عليها الجميع، لكن هذه المرة لا يوجد من يعارض هذا الخروج سوى عزيز أخنوش وحكومته ومن يواليه من المتحزبين، او المستفيدين بينما حتى أعضاء أحزاب الأغلبية البعيدون عن “الكعكة” فهم أيضا متضررون من صمت الحكومة الرهيب تجاه موجة من أصعب الموجات في تاريخ المغرب.
سيخرج المغاربة للشارع للتعبير عن غضبهم، والشارع أيضا وسيلة للتعبير والوقفات والمسيرات مؤطرة بالقانون عكس ما يدعيه أتباع الحزب الأغلبي، حيث يعتبرون الخروج للشارع مخالف للأعراف وربما حتى القوانين لأنه مدعاة للفوضى، مع العلم أن الشارع لم يكن مكانا للفوضى ولكنه مكان للاحتجاج، والانزياحات قد تقع في أي مكان وفي أي موقع يتم استعماله للاحتجاج بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي.
الناس ستخرج للشارع لأن الحكومة تتفرج على مصير خطير يواجه المغاربة، بل الأدهى والأمر أنها تسخر منهم، حيث يزعم وزراء الحكومة أن الأسعار متوازنة، وأن اللجان تقوم بدورها، وكل حديث عن الارتفاع هو مؤقت وفي بعض المواد، بينما يكتوي المواطن صباح مساء بهذا الغلاء الفاحش.
أكثر من ذلك هو رواج المعلومة، حيث اطلع المغاربة على ما أوردته مجلة فوربيس المتخصصة في مليارديرات العالم، والتي أكدت أن عزيز أخنوش ضاعف ثروته خلال الأزمة، بمعنى أن الأزمة تخص المغاربة الذين لا حيلة لهم وهم الأغلبية وهم من يؤدي ثمن الاختلالات لأن الأثرياء لا يؤدون شيئا بل هم من صنف تجار الأزمات.
الحكومة التي لم تتحكم في مسار الأسعار وفي مؤشرها وهو يرتفع هي المسؤولة عن قرار الخروج للشارع، فالمغاربة يريدون في ليل رمضان أن يؤدوا صلاة التراويح وبعدها ينتشروا ليشربوا القهوة ويتبادلوا أطراف الحديث، لكن الحكومة فرضت عليهم أن يؤجلوا كل ذلك ويخرجوا للشارع للاحتجاج ضد موجة الغلاء.
أصبح كثير من المواطنين، ممن لا عهد لهم بالنضال والاحتجاج، يتشوفون أيضا لهذه اللحظة ليعبروا عن تذمرهم وغضبهم مما يقع في هذه البلاد وهو أمر خطير جدا، فالخروج هو ناقوس خطر، وما بعد الخروج إلا الانهيار الشامل لا قدر الله.
الغريب في هذا الأمر هو أن الحكومة غير مستوعبة بتاتا لخطورة الوضع الذي يعيش فيه المغرب، وغير مبالية بما يجري في دولة كانت ولازالت عند البعض هي النموذج أي فرنسا، التي اشتعلت ولم يعد أحد قادر على إطفائها، فتحولت اليوم إلى خراب شامل وحرائق، رغم أن وضعهم أحسن من وضعنا وظروفهم أفضل من ظروفنا، بما يعني أن هذا الشعب صبور، لكن لا تختبروا صبره فيفقده في لحظة غير محسوبة.
هذه الحكومة ستؤدي بنا إلى كارثة غير محسوبة وغير مسبوقة بتصرفها اللا مبالي.

Exit mobile version