Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

لهذه الاسباب قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب

أعلنت الجزائر الثلاثاء قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، بعد شهور من التوتر، في قرار عزته إلى “قيام المغرب بأعمال عدائية ودنيئة ضد الجزائر”.

لطالما كانت العلاقات بين الجزائر والمغرب صعبة ومتوترة بسبب النزاع في الصحراء المغربية على وجه الخصوص.

واعتبر استاذ التاريخ في جامعة باريس 1 بيار فرمران المتخصص في منطقة المغرب أن “العلاقات بين البلدين سيئة منذ فترة طويلة جد ا، لقد سبق أن كانا في حالة حرب ولكن الخطوة التالية هي نزاع حدودي في الصحراء” مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـ”فعل عنيف جد ا”.

وازداد التوتر بين الرباط والجزائر، الداعمة بشدة للقضية الفلسطينية، بعد تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل مقابل الاعتراف الأميركي بـ”سيادة” المملكة المغربية على الصحراء.

وبحسب فرمران فإن قرار الجزائر “رد متأخر على اتفاقات أبراهام (بين إسرائيل وبعض الدول العربية برعاية أميركية) والتقارب بين المغرب وإسرائيل”.

لم تتقبل الجزائر تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد خلال زيارة رسمية أجراها للدار البيضاء في المغرب في 12 غشت حول “قلق بلاده من التقارب بين إيران والجزائر، ورفضها قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب”.

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الثلاثاء “تجب الاشارة إلى أنه منذ عام 1948 لم يسمع أي عضو في حكومة إسرائيلية يصدر أحكاما أو يوجه شخصيا رسائل عدوانية من أراضي دولة عربية ضد دولة عربية أخرى مجاورة”

وأضاف في مؤتمر صحافي “على صعيد الأمن الإقليمي، فإن قيام السلطات المغربية بمنح موطئ قدم لقوة عسكرية أجنبية في المنطقة المغاربية وتحريض ممثلها على الإدلاء بتصريحات كاذبة وكيدية ضد دولة جارة، يشكل عملا خطيرا وغير مسؤول”.

وحملت صحيفة الشروق الجزائرية على المغرب قيامه “بتشكيل محور مع دولة الكيان الصهيوني ضد المصالح الجزائرية ووحدتها الترابية”.

بدوره، ندد مصدر دبلوماسي إسرائيلي الأربعاء باتهامات الجزائر التي اعتبر أن “لا أساس لها” قائلا إن “ما يهم، هو العلاقات الجيدة جدا بين إسرائيل والمغرب”.

واعتبر المصدر أن “إسرائيل والمغرب هما جزء أساسي من محور عملي وإيجابي قائم في المنطقة في مواجهة محور يسير في الاتجاه المعاكس يضم إيران والجزائر”.

وقال المصدر “نحن على تواصل دائم مع المغاربة (…) على الجزائر أن تصب تركيزها على مجموعة المشاكل التي تواجهها وخصوصا المشاكل الاقتصادية الجدية”.

اعتبر بيار فرمران أن هذه القطيعة “إعادة تموقع حول مبادئ القومية العربية في مقابل الجميع: مقابل فرنسا وإسرائيل وقضية القبائل والإسلاميين، ودعما للوحدة العربية واتحاد المغرب العربي والفلسطينيين” مشيرا إلى ان هذه رسالة “للاستهلاك الداخلي”.

واتهم مجلس الأمن الجزائري — دون أدلة — أطرافا أجنبية وخاصة المغرب وإسرائيل بدعم حركة استقلال منطقة القبائل الانفصالية (ماك) التي مقرها باريس والحركة الاسلامية “رشاد” الموجودة في لندن.

واتهمت الجزائر “ماك” بإشعال الحرائق في منطقة القبائل (شمال شرق)، التي أسفرت عن 90 قتيلا.

وبالنسبة لفرمران فإن هذا “يبدو سرياليا، ففي منطقة المغرب (…) كلما ظهرت مشكلة، هناك مؤامرة. هذا يسمح بالتنصل (من المسؤولية). إنها استراتيجية كبش الفداء”

Exit mobile version