تحوّلت ليلة الخميس بحي درب الواد في قلب مصمودة إلى كابوس حقيقي، بعدما اهتز أحد المنازل وسط المدينة العتيقة على وقع انفجار قوي، مصدره قنينة غاز اشتعلت فجأة، لتطلق العنان لنيران كثيفة أحرقت ما وجد في طريقها، وخلفت خسائر مادية كبيرة، وسط ذهول ورعب الساكنة.
الانفجار، الذي وقع عند حدود المساء، كان كافياً ليقلب هدوء الحي إلى فوضى عارمة. شهود عيان أكدوا أن الصوت كان مرعباً، “كأن قنبلة انفجرت”، يقول أحدهم، قبل أن تتهدم أجزاء من السقف وتتشقّق الجدران، بينما خرج السكان مذعورين من بيوتهم، حفاة أحياناً، في مشهد استثنائي طبع ليل المدينة بطابع الرعب.
لم يتأخر تدخل فرق الوقاية المدنية التي هرعت إلى المكان، وتمكّنت بعد جهد من السيطرة على ألسنة اللهب، مانعة النيران من الانتقال إلى المنازل المجاورة، في وقت حلّت فيه السلطات المحلية بعين المكان وفتحت تحقيقًا فوريًا للوقوف على ملابسات الحادث وأسبابه.
ورغم أن الحادث لم يسفر، لحسن الحظ، عن خسائر في الأرواح، إلا أن أثاره النفسية على الساكنة كانت كبيرة، خاصة وأن مثل هذه الحوادث تذكّر الهشاشة التي يعيشها سكان الأحياء العتيقة، حيث البنية المهترئة قد لا تصمد أمام شرارة مفاجئة.
حادث درب الواد يعيد من جديد النقاش حول شروط السلامة في المنازل القديمة، وضرورة التحرك الاستباقي لتفادي كوارث قد تكون أكثر مأساوية في المستقبل.
