Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ماذا بعد جولات أخنوش وشعبوية الطالبي؟

يعيش التجمع الوطني للأحرار حالة غير طبيعية. واستباقا لاستشكالات بعد “الفهايمية” في السياسة،

الذي سيقولون لنا ما دخلكم في التجمع؟ نقول إن الحزب السياسية مؤسسة نص عليها الدستور وتتلقى دعما عموميا يخرج من جيوبنا،

ولهذا نحشر “أنوفنا” رغما عن “أنوفكم” في شؤونه حتى لو اعتبرها من يتزعمه أنها داخلية.

أولى مؤشرات الاضطراب، هو عدم احترام الحد الأدنى من التوافق بين الأحزاب السياسية، ولا نتحدث هنا عن الأغلبية الحكومية،

التي يتساوى هو وحزب العدالة والتنمية، في طعنها، ولكن نقصد تحالفه مع الاتحاد الدستوري في البرلمان، حيث يتوفر الحزبان على فريق واحد في كل غرفة.

أي برلماني سيتم انتخابه سيلتحق بالفريق الموحد.  لكن المستشار الدستوري الذي تم انتخابه بجهة بني ملال برسم الانتخابات الجزئية، لم يصوت عليه مستشارو الأحرار بالجهة.

هنا يكون التناقض الصارخ. مستشارون في الجهة يصوتون على مرشح من غير تحالفهم، والمرشح، الذي عارضوه،

سيذهب مباشرة إلى الفريق الذي يساندونه. وهي من أطرف الأمور وأغربها في عالم السياسة،

لكن مع عزيز أخنوش، رئيس التجمع القادم من عالم المال والأعمال، لن “تغمض عينيك”.

فلقد فشل في تدبير الحزب وشؤونه، وظن أن جولاته المكوكية، ستنفعه وستكون مجدية في نيله منصب رئيس الحكومة سنة 2021،

ويعتقد أن استعمال شعار “أغراس أغراس”، الذي أصبح عنصريا بعد إخراجه من السوسيولوجيا إلى السياسة،

سيتم استعماله كأداة إيديولوجية لاستقطاب الناخبين.

هذا الفشل كان مثل كنز الذهب الذي سقط على رجل آخر من الحزب. يتعلق الأمر برشيد الطالبي العلمي، القيادي في التجمع ووزير الشباب والرياضة.

ما إن ظهرت بوادر فشل أخنوش حتى شرع الطالبي في الترويج داخل الصالونات السياسية، بأنه هو الرئيس القادم للتجمع ودون منازع،

مشيرا إلى أن الجو قد خلى له ولم يعد أمامه أي منافس، زاعما أن هناك من يدعمه من خارج الحزب.

بأي مشروع سيأتي الطالبي العلمي إلى قيادة الحزب؟ فمن غير المنطقي أن ينجح في الحزب وقد فشل في الوزارة. كيف ينجح في التدبير  التطوعي بينما فشل في التدبير الإلزامي؟ ولقد حاول قبله أخنوش،

الذي استعمل كل شيء لكن دون جدوى، وذهب إلى الخارج، محاولا استمالة مغاربة العالم بوعود أطلقها نباية عنه محمد أوجار،

حيث قال ذات لقاء إن الزعيم الجديد يحمل مفاتيح الحل لو تم انتخابه رئيسا للحكومة.

لا يمكن لمن فشل في الأولى أن ينجح في الثانية، لقد أتيحت للطالبي فرصة تاريخية، وتولى منصبا بروتوكوليا هو الثالث في البلاد،

أي رئيس مجلس النواب، غير أنه سجل مروره بتوريط المؤسسة التشريعية في ريع غير طبيعي،

حيث يعتبر رائد بونات المازوت والاتفاق مع الفنادق لإيواء البرلمانيين وهلم ريعا.

فهل هذا هو البديل التجمعي للقيادة وهل تم إفراغ الحزب من نخبه حتى خلى الجو للطالبي العلمي؟

 

Exit mobile version