Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ماذا تريد المعارضة من أخنوش؟

التقى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس التجمع الوطني للأحرار ورئيس تحالف الأغلبية، وبصفة من هذه الصفات، (التقى) بزعماء الأحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان، باستثناء عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، الذي اكتفى بإرسال عبد الحق العربي، المدير العام للحزب لتمثيله، وكان قد شن هجوما صاعقا على رئيس الحكومة ولم يجد، حسب فهمنا، أنه من اللائق حضور اجتماع من هذا النوع ليس له ما يقدم ولا يؤخر.
دخلت الحكومة سنتها الثانية وحينها تذكّر رئيس الحكومة أن هناك معارضة ينبغي التعامل معها.
نحن نطرح السؤال الحقيقي: ماذا تريد المعارضة من رئيس الحكومة؟ ماذا يمكن أن يقدم لها؟
المعارضة منحها الدستور، أسمى وثيقة يتحاكم إليها المغاربة مكانة رفيعة، وجعلها ضمن البنود الأولى، وطالب بمنحها كل الإمكانيات لممارسة عملها، لكن رغم المكانة التي منحها الدستور نزل بها أخنوش أسفل سافلين، بل عمل على ألا تكون هناك معارضة، بعد أن أغرى الأحزاب الحاصلة على أرقام مهمة بدخول الحكومة، فأصبحنا أمام معارضة تضم حزبا “ابتلي” فقط بالمعارضة وآخر طُرد إليها وثالث يرمرم جراح السقوط المدوي.
أخنوش لا يؤمن بالشراكة السياسية، وبالتالي لا تهمه المعارضة، التي لم يلتقها إلا بعد مرور سنة كاملة وبداية سنة جديدة، وعلى مقربة من النقاش حول مشروع قانون المالية، وبعد اشتداد الأزمة، فكيف لمن لا يؤمن بالشراكة مع الفرقاء السياسيين أن يقدم لهم شيئا؟
بعض الأحزاب المحسوبة على المعارضة تريد أن تقنع نفسها بأنها في المعارضة بعد أن لم تنل حظا من الحكومة. وإلا فإن اللقاء بأخنوش بروتوكولي محض وقد تفطن إليه بنكيران، الذي بعث ممثلا عنه كرسالة لأخنوش “هذا ما تساوي أراد أن يقول له”.
مع بداية الدورة الحالية رفعت الأغلبية في مجلس النواب شعارا خطيرا على الديمقراطية، ألا وهو أن المعارضة لا فائدة منها ما دام الموالون للحكومة يتوفرون على أغلبية عددية مريحة جدا. حيث إن كل مشاريع القوانين سيتم تمريرها عن طريق التصويت. وهذا بخلاف الشراكة، لأن كثيرا من الأمور ينبغي أن تمر بالتوافق لا بالتصويت، وإلا سوف تتحول الأغلبية العددية إلى ديكتاتورية مقنّعة وغير مُقنعة.
في كل بلاد الدنيا، وقبل أن تقدم الحكومة قانون المالية أمام البرلمان تحاول عبر رئيسها إقناع الأغلبية، وقد قدمت ليزا تراس، استقالتها من رئاسة الحكومة البريطانية، لأنها لم تستطع إقناع برلمانيي حزبها باعتبار الإصلاحات التي قدمت لا تخدم المواطن. أخنوش لم يولِ اهتماما للأغلبية “ما حاشاهش ليهم” بتعبير مغربي بليغ، لأنه يؤمن بأنهم في “جيبه”. فبدل أن يلتقي المعارضة كان عليه أن يلتقي الأغلبية ليقنعها أولا.
رئيس الحكومة “غسل يديه” من الأغلبية وحتى المعارضة لهذا اكتفى باجتماع بروتوكولي بعد سنة ونيف من توليه المنصب. وعلى المعارضة أن تجيب عن سؤال: ماذا تريد من رئيس الحكومة؟

Exit mobile version