Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ماذا تنتظر فرنسا لتفتح قنصليتها بالداخلة؟

أحيانا تبدو بعض الأسئلة غريبة. ومصدر الغرابة يصدر عن الجهة التي تدس رأسها في التراب مثل النعامة. عندما نطرح سؤالا: ماذا تنتظر فرنسا لتفتح قنصليتها بالداخلة؟ فهو سؤال استنكاري قبل أن يكون استفهاميا. لقد عرفت القضية الوطنية للمغرب متغيرات كثيرة من بينها الاعتراف الأمريكي بالسيادة على كامل ترابه بما في ذلك السيادة على الصحراء المغربية، والتوجه نحو فتح قنصلية تجارية بمدينة الداخلة، وعرفت مدن الجنوب، العيون والداخلة، افتتاح عدد من القنصليات جاوزت اليوم الثلاثين.

لكن فرنسا الشريك الاقتصادي والأمني الأول للمغرب ما زالت تدس رأسها في التراب. مع كل هذه المتغيرات لم تتحرك ولو في اتجاه بسيط ولو بخطوة رمزية. فما الذي يمنعها من ذلك؟ أم إنها مبتهجة للوضع وتستغل ذلك لتحقيق مصالحها. لكن عليها أن تعرف أن هذا الوضع لن يستمر طويلا ويمكن أن يكون لغير مصلحتها. وجاءت دعوة مجموعة من المستشارين البرلمانيين إلى نظرائهم الفرنسيين قصد الاستثمار الإيجابي للظروف الحالية في اتجاه فتح قنصلية فرنسية بمدن الجنوب.

تعرف فرنسا جيدا أن عشرات الشركات الفرنسية تستثمر في المغرب، ويهيئ لها ظروف إنتاج منخفض التكلفة، وتعتقد فرنسا أنها تجزي خيرا للمغرب، في حين إنه تبادل للمنافع، والتي يمكن تعويضها بقانون الاستبدال والشركاء اليوم على كل الأبواب يطرقون، ولا ينبغي لفرنسا أن تنتظر طويلا حتى تستفيد من تبادل المنافع بالأقاليم الجنوبية إن لم تتخذ اليوم الموقف الصلب والصارم المنسجم مع طبيعة العلاقة بين البلدين، خصوصا وأن المغرب يحظى بصفة الشريك الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي وهو أول بلد من خارج القارة الأوروبية.

وتعرف فرنسا أن المغرب شريك أمني لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، وأن المتضرر من ذلك هم الفرنسيون وليس المغاربة، ولقد جرّبت فرنسا ذلك في سنة القطيعة، واليوم يتأكد أن المغرب ممثلا في المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني مكّن فرنسا من تجنب حمام دم عن طريق مشروع إرهابي خطير، وهذه وحدها كافية “لتلعن فرنسا الشيطان” وترفع رأسها من التراب وتعلن عن الوفاء من خلال خطوة دبلوماسية كيفما كان مستواها.

أحيانا لا نفهم الخطوات التي تقوم بها الدول الغربية، ففرنسا التي كانت مرشحة لضربة إرهابية، استفادت من معلومات الدستي مثلما استفادت أمريكا قبلها من خلال تحييد خطر جندي أمريكي متطرف كان ينوي القيام بعمل إرهابي خطير، لكن هذا الإرهاب الذي يتهدد أوروبا ترعاه بعض الدول بحسن نية أو بسوئها. مثلا في ألمانيا يوجد اسمه محمد حاجب، قضى سبع سنوات في السجون المغربية بتهم تتعلق بالإرهاب، واليوم هو في ألمانيا يحرض على الإرهاب، تحت أعين الأجهزة الأمنية الألمانية. أليس هذا هو ما يصنع الإرهاب في أوروبا؟ ومع ذلك فإن المخابرات المغربية لا تتوانى في تزويد نظيراتها الأوروبية بالمعلومات.

لكن على أوروبا أن تستحيي مما يقوم به المغرب تجاهها وخصوصا فرنسا لتحدد موقفا صريحا وتعلن عن خطوة في هذا الاتجاه تنسجم مع الدينامية التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية.

 

 

Exit mobile version