Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ماكرون يثير بلبلة باعلانه دعم الرئيس الجزائري

أشعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببضع كلمات علاقة كان يسعى لتهدئتها مع الجزائر بدعمه الصريح لرئيس “شجاع”، فأجج بذلك المعارضة السياسية والاعلام الجزائري ضده.

وصرح ماكرون لمجلة “جون أفريك” أنه سيبذل كل ما في وسعه “لمساعدة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون” الذي وصفه بأنه “شجاع” في الوقت الذي لا يزال يلقى نظيره الجزائري معارضة كبيرة في الشارع وفي صناديق الاقتراع.

وسرعان ما صدرت ردود فعل منددة من أحزاب المعارضة وناشطين في الحراك الجزائري متهمة ماكرون ب”التدخل” في شؤون البلاد وباتباع سياسية “نيوكولونيالية” وبأنه يظن نفسه مخولا لتوزيع شهادات شرعية.

وفي رسالة شديدة اللهجة نشرها على حسابه على فيسبوك، توجه المعارض كريم طابو الشخصية الرئيسية في الحراك الشعبي، إلى ماكرون مباشرة متسائلا “باسم أي قيم وأي أخلاق وأي مبدأ ديموقراطي يمكنكم تبرير دعمكم لسلطة متغطرسة تعمد إلى سجن صحافيين وتنتهك الحريات العامة وتخضع القضاء لإملاءاتها”.

أدى الحراك الجزائري الذي بدأ في 22 فبراير/شباط 2019 إلى استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي بقي في الحكم 20 عاما، ويطالب بتغيير جذري في النظام القائم منذ الاستقلال في 1962. وحتى الآن لم يحقق أي نتيجة.

وتستهدف السلطات الجزائرية يوميا منذ أشهر ناشطين ومعارضين سياسيين وصحافيين ومدونين وتكثف حملات التوقيف والملاحقات القضائية والإدانات لمنع استئناف نشاط الحراك الذي علق بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.

ولأسباب تاريخية في العلاقة مع الجزائر، تحرص الدبلوماسية الفرنسية على انتقاء كلماتها وتتوخى الدقة في تصريحاتها تجنبا لإثارة حساسيات مع المستعمرة السابقة لحد إظهار حذر شديد في مجال حقوق الإنسان.

واعلن حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والأبحاث في العالم العربي وحوض المتوسط في جنيف انه في العلاقة مع الجزائر “يجب حسن اختيار الكلمات. وللأسف أساء الرئيس ماكرون اختيارها وكانت تصريحاته خرقاء وجاءت بنتائج عكسية”.

وأضاف “يساورنا انطباع بأنه لا يعترف بما يحصل وانه يدعم سلطة فاقدة للشرعية شعبيا ويقلل من أهمية الحراك”.

وفي الكواليس، ينفي مقرب من الرئيس الفرنسي أي موقف ضد الحراك – ويقول “انه شديد الاهتمام بما يحصل في الجزائر” – ويؤكد قبل كل شيء على “روابط الصداقة مع الشعب الجزائري ورئيسه” في خضم الأزمة الصحية.

ويريد البعض أن في ذلك يد فرنسا الممدودة للرئيس تبون في مواجهة قسم من الهرمية العسكرية.

وتبون الذي انتخب في كانون الأول/ديسمبر 2019، يواجه انعدام ثقة شعبيا تأكدت بالمقاطعة التاريخية خلال الاستفتاء حول الدستور في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، الذي يعد مشروعه الرئيسي. وتشهد الجزائر شغورا في السلطة منذ شهر بعد ادخال تبون المستشفى في ألمانيا لاصابته بوباء كوفيد-19.

ويكشف محللون في باريس كما في الجزائر انه “ليس للجميع مصلحة في أن ينجح” وهو ليس في منأى من “أن يعزله العسكر”.

أيقظ غياب الرئيس الجزائري المطول عبد المجيد تبون لدى جزء كبير من الجزائريين ووسائل الإعلام، شبح شغور السلطة لدى دخول الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة المستشفى في الخارج إثر إصابته بجلطة دماغية في 2013.

وقال ابراهيم اومنصور الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس “يعيد كل ذلك إلى الأذهان الإذلال في عهد بوتفليقة وولايته الرابعة ودعم فرنسا

Exit mobile version