Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ماكرون يحاول العودة الديبلوماسية إلى إفريقيا وسط موجة كراهية متزايدة

تحاول فرنسا إعادة بناء علاقاتها مع الدول الإفريقية بصعوبة في قارة تشكك شريحة متزايدة من سكانها في وعود الرئيس إيمانويل ماكرون بتغيير نهجه الدبلوماسي بشكل جذري.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيقدم في خطاب الاثنين استراتيجيته بشأن إفريقيا للسنوات الأربع المقبلة من أجل “تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الإفريقية”.
وأوضح مستشار لماكرون أن الرئيس الفرنسي سيعرض “رؤيته للشراكة مع الدول الإفريقية” و”المسار الذي سيسلكه” في ولايته الثانية التي تستمر خمس سنوات، في الخطاب الذي سيلقيه في الإليزيه قبل يومين من بدء جولة في وسط إفريقيا.
ويزور ماكرون من الأول إلى الخامس من مارس أربع دول في وسط إفريقيا لحضور قمة مخصصة لحماية الغابات الاستوائية وتعزيز العلاقات الثنائية في منطقة نفوذ تثير أطماع روسيا والصين بشكل متزايد.
وتأتي رحلة رئيس الدولة بعيد انسحاب القوات الخاصة الفرنسية من بوركينا فاسو بطلب من سلطات هذه الدولة. ولم تقطع العلاقات الدبلوماسية مع واغادوغو، لكن إلغاء الاتفاق العسكري يشكل إشارة أخيرة موجهة إلى القوة الاستعمارية السابقة لإعادة التفكير في استراتيجيتها.
وفي السنوات الأخيرة حاولت فرنسا قطع صلاتها بسياستها القديمة بالقارة وممارساتها المبهمة وشبكات نفوذها الموروثة من الاستعمار.
لكن في القارة، ما زال إيمانويل ماكرون يواجه انتقادات بسبب استمرار اجتماعاته مع القادة الأفارقة الذين يعتبرون مستبدين.
وقالت سكرتيرة الدولة كريسولا زاكاروبولو التي سترافق الرئيس الفرنسي في جولته التي تشمل الغابون وأنغولا والكونغو برازافيل وجمهورية الكونغو الديموقراطية “اليوم تختار الدول الإفريقية شركاءها بحرية وسيادة وهذا أمر جيد”.
وترى أن الشعور المناهض لفرنسا في إفريقيا الناطقة بالفرنسية يدفع باريس إلى تطوير “موقفها باتجاه مزيد من الإصغاء والتواضع”.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيانها إن ماكرون “سيحدد أهداف زيارته، وعلى نطاق أوسع أولوياته ونهجه في تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الإفريقية”.
لكنها تحذر أيضا من الذين يلجأون إلى روسيا ومجموعة المرتزقة الروسية فاغنر. وقالت “نحن نعتمد على الاحترام المتبادل وسيادة شركائنا بينما يعتمد آخرون على الترهيب والمعلومات المضللة”.
لكن هذا الموقف لا يلقى حاليا الصدى المتوقع خصوصا بين الشباب في قارة نصف سكانها دون سن العشرين، ويبدو أنه يتقبل الرسائل المعادية لفرنسا التي ت نشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
قال حسن كونيه ، الباحث في معهد الدراسات الأمنية في دكار إن “الدبلوماسية الفرنسية يجب أن تصغي” لمطالب الدول الإفريقية.
وأضاف أن الوضع الأمني في دول الساحل يتدهور “يوما بعد يوم” منذ عشر سنوات. وتابع “إذا طلبت دعما بمعدات وأغلقت فرنسا الباب فستتوجه هذه الدول إلى روسيا والصين وتركيا”.

Exit mobile version