حسناء زوان
قبيل أيام، زارت زكية الدريوش كاتبة الدولة المكلفة بالصيد لبحري، سوق الجملة للسمك بمنطقة لهراويين في الدار البيضاء، “بالصح”؟
بالفعل، غادرت زكية الدريوش، أريكة مكتبها المريحة وكذا رائحته الزكية، وزارت السوق حيث رائحة “الحوت والحواتة”، و تبادلت أطراف الحديث مع ” الصغير والكبير” في سوق بيع السمك بالجملة الذين تحدثوا بعفوية وعبروا على “اللي ضارهم” جراء ما يفعله بهم” الشناقة”.
وهذا بالضبط ما فضحه الشاب المراكشي وكان سببا في زيارة السيدة كاتبة الدولة للسوق.
المثير في حديث زكية الدريوش، وهي تتحدث إلى أحد المهنيين: قولها بالحرف “أنا داك الشي ديال التيك توك ما تنعرفوش”.
لا تعرف التيك توك بالصح؟
لم يقف حديث السيدة كاتبة الدولة هنا، بل قالت أن القصد من زيارتها ل” الحواتة” هو، الاستماع لهم.
السؤال، هل كانت زيارة كاتبة الدولة لسوق بيع السمك مبرمجة قبلا، للتواصل مع ” البياعة والشراية”، لا أعتقد.
هل بدون ” قربالة” والضجة التي حدثت على منصة “تيك تيك” كانت ستتواصل مع “الحواتة” وتعرف “آش واقع” في سوق أكبر مدينة؟
من حق كاتبة الدولة أن تقاطع ” التيك توك” فتلك حريتها الشخصية، لكن مالم تفصح عنه كاتبة الدولة، أن منصة “التيك توك” هي ” اللي خرجتها” الى السوق في زيارة ميدانية.
منصة ” التيك توك” الذي لا تعرفه السيدة كاتبة الدولة هو من حول الغلاء الفاحش لأسعار السمك الى قضية رأي عام وفضح “فعايل” اللوبيات بالمغاربة.
يستشف من حديث السيدة زكية الدريوش عن “التيك توك”، نوع من الاستخفاف، هل لأنه فضح المستور؟ ربما.
ربما، لأنه أزعج المسؤولين والوزراء الذين تطال لامبالاتهم حتى الفضاء الأزرق و كل ما ينشر فيه من قضايا ونقاشات، تهم الشأن الداخلي للبلاد وما يشغل ” المغاربة” في معاشهم اليومي.
“واخ” غالبية الوزراء والمسؤولين، يملكون صفحات فايسبوكية، لكنها مخصصة حصريا لنشر أنشطتهم الرسمية وليس للتفاعل مع المواطنين.
ما يتجاهله المسؤولون الحكوميون، أن وسائل التواصل الاجتماعي
صارت “ترمومتر” لقياس درجة حرارة المجتمع، همومه وما يؤرقه، وأي استخفاف بمؤشرات هذا “الترمومتر” قد تكون كلفته غالية.
لايجب أن ننسى، أن نحو 90 بالمائة من المغاربة يستعملون السوشال ميديا، وأن 31 مليون مغربي يستخدمون الفايسبوك، و28 مليونا يستعملون اليوتيوب، وفق تقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وإذن على مسؤولينا عدم الاستخفاف بوسائل التواصل الاجتماعي وروادها من المغاربة الذين جعلوا منها متنفسا لهم يعبرون فيه ” على اللي ضاراهم”.
هؤلاء الرواد، ليسوا كائنات خرافية، بل هم مغاربة لا يجب الاستخفاف بهم والتفاعل مع همومهم “فينما عبروا عليها”
ما الذي أخرج الوزيرة إلى سوق الحوت؟
