قرر القضاء متابعة 65 مهاجرا متورطين في محاولة اقتحام سياج مليلية المحتلة ، في محاولة عنيفة أسفرت عن مصرع 23 مهاجرا آخرين، وإصابة 500 عنصر أمن، حيث وجهت النيابة العامة بمدينة الناظور لـ37 من الموقوفين تهم “الدخول بطريقة غير شرعية للتراب المغربي” و”العنف ضد موظفين عموميين” و”التجمهر المسلح” و”العصيان”، بحسب ما أوضح محاميهم خالد أمعز لوكالة فرانس برس، وأضاف المحامي أن الموقوفين الباقين وعددهم 28 مهاجرا سيحاكمون بنفس الت هم بالإضافة إلى تهمة “الانضمام لعصابة لتنظيم وتسهيل الهجرة السرية إلى الخارج”.
وأوضح أمعز أن غالبية هؤلاء المهاجرين يتحدرون من إقليم دارفور بالسودان، في حين يتحدر الباقون من تشاد ومالي بالإضافة إلى مهاجر يمني واحد، وأضاف أن الدفاع التمس ملاحقتهم في حالة إطلاق سراح غير أن النيابة العامة رفضت الاستجابة لهذا الطلب “لانعدام ضمانات حضورهم وخطورة الأفعال المنسوبة إليهم”.
وكان هؤلاء من ضمن نحو ألفي مهاجر حاولوا فجر الجمعة اقتحام معبر حدودي بين مليلية ومدينة الناظور بتسلق السياج ، لكن هذه المحاولة انتهت بفاجعة أسفرت عن مصرع 23 منهم، بينما لا يزال 18 مهاجرا تحت المراقبة الطبية، وفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها السلطات المغربية.
و أفاد المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن وفدا من المؤسسة يقوم بمهمة استطلاعية بمدينة الناظور ونواحيها، على إثر الأحداث المرتبطة بمحاولة اقتحام السياج الحديدي على مستوى الإقليم، مسجلا أنه ” تم نشر صور وفيديوهات لا علاقة لها بمحاولة عبور المهاجرين تتضمن تضليلا ومعطيات غير حقيقية “.
وأوضح المجلس، في بلاغ له، أنه ” بتكليف من رئيسة المؤسسة، يقوم وفد من المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمهمة استطلاعية بمدينة الناظور ونواحيها، على إثر الأحداث المأساوية والعنيفة التي ترتبت عن محاولات عبور مئات المهاجرين ” السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، وأضاف المصدر ذاته، أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان تابع، عبر لجنته الجهوية بالشرق وأعضائها بنواحي الناظور، ” المعلومات المتقاطعة بخصوص العدد الهائل للأفراد الذين حاولوا العبور في نفس الوقت “.
كما عاين المجلس مجموعة من الصور والفيديوهات المنتشرة، مسجلا بهذا الخصوص، مرة أخرى، ” نشر صور وفيديوهات لا علاقة لها بمحاولة عبور المهاجرين، تتضمن تضليلا ومعطيات غير حقيقية بشأن العبور الجماعي المكثف وما نتج عنه “.
وحسب البلاغ تضم لجنة الاستطلاع، كل من محمد لعمارتي، منسق اللجنة، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق؛ ومحمد شارف، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة؛ وعبد الرفيع حمضي، مدير الرصد وحماية حقوق الإنسان بالمجلس؛ والدكتور العادل السحيمي، طبيب، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق؛ ومليكة الداودي، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق.
من جهته أشاد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بجهود المغرب المبذولة للتصدي للهجرة السرية، مؤكدا أن المملكة “شريك استراتيجي” يكافح “أعمال العنف التي يرتكبها مهاجرون بإيعاز من مافيات دولية ”.
وأكد سانشيز، في حديث لصحيفة “لا فانغارديا” الإسبانية نشرته اليوم الإثنين، إن “المغرب شريك استراتيجي لإسبانيا، ليس فقط في ما يتعلق بالتصدي للهجرة السرية (…). المغرب مهم أيضا بالنسبة لإسبانيا في محاربة الإرهاب”.
وسجل رئيس الحكومة الإسبانية أن “المغرب يكافح أعمال العنف التي يرتكبها المهاجرون ويعاني منها أيضا”، مبرزا أن “المسؤولين الرئيسيين عن المأساة التي حدثت والخسائر المؤسفة في الأرواح هم المافيات الدولية التي تنظم الهجمات العنيفة”، وبخصوص محاولة الاقتحام الجماعي على السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، والتي أسفرت عن مقتل 23 شخصا من بين المهاجرين السريين من إفريقيا جنوب الصحراء، قال رئيس الحكومة الإسبانية إنه “ممتن” للعمل الذي قامت به عناصر القوات العمومية المغربية، وقال”نحن نأسف للخسائر في الأرواح، في هذه الحالة لأشخاص يائسين كانوا يبحثون عن حياة أفضل والذين هم ضحايا يتم استغلالهم من قبل المافيات والمجرمين الذين ينظمون أعمال عنف”.
وكانت مجموعة من المهاجرين السريين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، أقدمت صباح الجمعة، على محاولة اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، تم خلالها استعمال أساليب جد عنيفة، مما أسفر عن حالات وفاة جراء تدافعهم وسقوط بعضهم من أعلى السياج.
وأشارت آخر حصيلة، عممتها السلطات المحلية السبت، إلى تسجيل 23 حالة وفاة في صفوف المهاجرين غير القانونيين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، فيما يوجد تحت المراقبة الطبية حاليا عنصر واحد من أفراد القوات العمومية و18 من المقتحمين.
وشهدت محاولة الاقتحام العنيف، حيث تم تسجيل إصابة 140 من أفراد هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، استعمال المرشحين للهجرة السرية لأساليب جد عنيفة في مواجهة أفراد القوات العمومية الذين تعاملوا بكل مهنية وفي احترام للقوانين.
وأبدى هؤلاء المرشحون للهجرة السرية، الذين كانوا مسلحين بالحجارة والهراوات والأدوات الحادة، مقاومة عنيفة في مواجهة أفراد القوات العمومية، الذين تعبأوا لمنعهم من تخطي السياج الحديدي، كما تظهر ذلك الصور وأشرطة الفيديو المتداولة على الإنترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي منذ الجمعة الماضية.