Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مجلس المنافسة يستيقظ على رائحة “المازوت”

وأخيرا استيقظ مجلس المنافسة ليعطي رأيه في ارتفاع أسعار المحروقات، وإن كان الواقع أكبر من أن يستوعبه تقرير مؤسسة رسمية، وحتى أكبر من أن يغطيه، لأن الرقع اتسع الراتق، وخيوط “تخرّازت” لم تعد قادرة على أن تغطي فضيحة الحكومة، التي يجمع رئيسها بين رئاسة الحكومة وزعامة “تجمع المصالح الكبرى”، فالمواطن البسيط وغير المدرك لحقائق الأمور لم يعد في حاجة لتقرير مجلس المنافسة ليعرف من يستنزف جيبه. فبدون تقرير أحمد رحو نعرف أن “تجمع المصالح” الذي يقود الحكومة هو نفسه أكبر مستنزف لجيوب المواطنين.
فرغم أن القساوسة هم أنفسهم من كان يحاكم غاليلي فإنه أصر بعد الإفلات على أن الأرض تدور وقال قولته الشهيرة “إنها تدور”. فحتى لو أراد المجلس تفسير الأسعار بالأرقام، أي بالمنطق، فإن منطق الأشياء أكبر من أن تبرره لغة الألغاز والضرائب والاقتناء والشحن، التي لا تهمني أنا المواطن المغربي، الذي أؤدي الضرائب بالكامل وبواسطتها يتم تدبير الشأن العام من قبل الحكومة وبواسطتها نصرف على جيش عرمرم من الموظفين، دوره ليس أن يقول لي لماذا ارتفعت الأسعار ولكن كيف تقوم الحكومة باتخاذ إجراءات تخفف عني غلواء الأسعار؟
ومع ذلك يبقى تقرير المجلس مهما، لأنه لا يوجد وقت يكون متأخرا، ولا توجد محطة لا يمكن النزول فيها عن الخطإ، لكن الإصرار على مواصلة محطات قطار الأخطاء ستكون العودة منها مكلفة جدا، وبما أن المجلس قد وضع الأصبع على جزء من الجرح فلا بأس من التفاعل مع استنتاجاته، حتى وإن كان الغطاء هو تبرير الزيادات في الواقع.
قلنا قبل المجلس ينبغي تنويع أسواق اقتناء المحروقات، بدل الهيمنة غير المبررة لأسواق محددة، لها مصالح مع شركات بعينيها والشركات لها مصالح لديها، فكلما تنوعت الأسواق وتعددت يصبح لدينا الاختيار بشكل كبير، وكلما تقلصت تصبح مقتنياتنا من المحروقات مرتفعة السعر. تنويع الأسواق مهم للغاية، وضمانة من تقلبات الأوضاع الجيوسياسية في العالم مثلما حدث بعد الحرب الأوكرانية، حيث وجدنا أنفسنا في كثير من المواد الأولية والصناعية رهينة لهذه التقلبات، بينما كان ينبغي أن تكون لدينا بدائل منذ زمن بعيد.
وما نسيه كل السياسيين هو أن أسعار المحروقات تحتاج إلى ضبط منذ مدة، حيث تم تحرير الأسعار، لكن مع مطلب التسقيف، أو التحكم في الأسعار وفي كل بلاد الدنيا، هناك معالجات من هذا النوع، فالقطاع استراتيجي ولا يمكن تركه عرضة للسوق، ولكن ينبغي التحكم فيه، حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة.
وثالثة الأمور التي تعتبر ملحاحية اليوم هي إحياء محطة تكرير النفط “لاسامير”، باعتبارها واحدة من أكبر المحطات في العالم، وستخفف عنا الأسعار لأنها ستنقص عنا تكلفة التكرير الغالية وسنصبح منتجين بشكل من الأشكال واليوم نخسر كثيرا بإغلاقها.

Exit mobile version