Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مجموعة صور جديدة للكون من التلسكوب الفضائي الأوروبي “إقليدس”

نشرت وكالة الفضاء الأوروبية الخميس أول مجموعة صور علمية للكون التقطها التلسكوب الفضائي الأوروبي “إقليدس” (Euclid). من المتوقع أن يرصد هذا التلسكوب أكثر من مليار مجرة خلال ست سنوات، بهدف توفير معطيات حول لغز المادة المظلمة الكونية.

وكان “إقليدس” الذي وصل إلى الفضاء في يوليو الفائت، قد التقط في نوفمبر أولى الصور للكون، واصفًا إياها رئيس وكالة الفضاء الأوروبية، يوزف أشباخر، بأنها “مذهلة”. وأوضح جان شارل كوياندر، عالم الفلك في هيئة الطاقة الذرية الفرنسية، أن الصور الجديدة “قابلة للاستخدام العلمي”.

وراء مجموعة الصور هذه، والتي أنتجت بمشاركة عالم الفلك الإيطالي جوفاني أنسيلمي، تكمن بيانات من أحد عشر مليون مصدر سماوي. تتيح هذه البيانات لعلماء الفيزياء الفلكية في جميع أنحاء العالم الاستفادة من المعلومات، وخاصة معدي المقالات العلمية العشرة المرتبطة بالصور التي نشرت الخميس.

أبرز ما في هذه الصور هو العنقود المجري “أبيل 2390″، الذي يقع على بعد نحو 2.7 مليار سنة ضوئية من الأرض. في غضون ثلاث ساعات فقط من المراقبة، رصدت صورة “إقليدس” أكثر من 50 ألف مجرة.

في وسط الصورة، تبين أقواس مضيئة وجود مادة مظلمة ذات كتلة كبيرة، لدرجة أنها تحرف ضوء المجرات البعيدة. تشكل المادة المظلمة، وهي فئة افتراضية من المادة يعتقد أنها تشكل ربع الطاقة في الكون، الهدف الرئيسي لمهمة “إقليدس”، بالإضافة إلى دراسة الطاقة المظلمة التي يمكن أن تفسر توسع الكون.

يظهر بالفعل ضوء شاحب في العنقود المجري “أبيل 2390″، متأتٍ من النجوم المقذوفة خلال تحركات المجرات. تشكل هذه النجوم في النهاية “نوعًا من السحابة التي تحيط بالمجموعة بأكملها”، وفقًا لكوياندر. ويعتبر علماء الفلك أن هذا الضوء هو “أثر” للمادة المظلمة التي تضم هذه النجوم المنعزلة في شبكات جاذبيتها.

وفي صورة سديم “ميسييه 78″، ينغمس “إقليدس” في حاضنة نجوم، حيث تنوء سحب جزيئية، وهي خليط من الغاز والغبار، تحت ثقلها. عادةً، تكون نسبة تبلغ نحو 10% من هذه المادة موجودة بشكل مكثف في نجوم شابة. وشرح عالم الفلك أن طابعها الشاب هذا يجعلها “بالغة النشاط، مع إنتاج رياح نجمية تدفع سحب السديم إلى الخلف”.

وتظهر المناطق الوسطى والعليا في الصورة اكتمال هذه العملية بنجوم شديدة السطوع داخل التجاويف، ورياحها النجمية التي “صقلت ودفعت السحابة المتراجعة إلى الخلف”. وفي الجزء السفلي من السديم، “تتفتح أشياء (…) مع أشياء لامعة تحاول الخروج”، وهي نجوم باتت جاهزة للظهور بعد فترة تمخض تصل إلى ملايين السنين.

يتميز “إقليدس” بقدرته على التقاط المشهد في صورة واحدة بفضل مجال رؤيته الواسع، خلافًا لجاره التلسكوب الفضائي “جيمس ويب” الموجود في نقطة تبعد عن الأرض حوالي 1.5 مليون كيلومتر، والذي تتصف رؤيته بأنها أضيق لكن أبعد.

أظهر “إقليدس” قدرته هذه بشمول صورته المجرة الحلزونية الكبيرة “إن جي سي 6744” (NGC 6744) الشبيهة بالمجرة التي تشمل كوكب الأرض. تتيح بيانات الصورة لعلماء الفلك إحصاء نجوم هذه المجرة، وكذلك رسم خريطة توزعها، بالإضافة إلى سحب الغاز التي تتشكل فيها.

أما مع “أبيل 2764″، فيغوص الراصد إلى بعد مليار سنة ضوئية من الأرض، باتجاه مساحة سوداء شاسعة يخترقها نجم أصفر. يقع العنقود المجري وهالة المادة المظلمة في الزاوية اليمنى العليا.

Exit mobile version