Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

محادثات أميركية – روسية رفيعة المستوى تنطلق في الرياض وسط توترات دولية

انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض محادثات دبلوماسية هامة بين مسؤولين أميركيين وروس، في محاولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين وبحث مستجدات الأزمة الأوكرانية، وذلك بحضور وزيري خارجية البلدين ومسؤولين أمنيين بارزين.

 

وتأتي هذه المحادثات في قصر الدرعية تحت رعاية المملكة العربية السعودية، حيث أظهرت لقطات بثتها قناة العربية وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان يتوسطان الطاولة التي جمعت وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، فيما ضم الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف والمستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف.

يُعد هذا الاجتماع الأول من نوعه بين الطرفين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ما يعكس تحولًا دبلوماسيًا كبيرًا بعد ثلاث سنوات من القطيعة شبه الكاملة. ويأتي اللقاء بعد أسبوع من مكالمة هاتفية مثيرة للجدل بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، والتي أثارت تكهنات حول إمكانية عقد قمة بين الزعيمين في السعودية، وهو ما أكده ترامب لاحقًا.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية أن استضافة هذه المحادثات تأتي في إطار “مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلم العالمي”، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية.

رغم أن الملف الأوكراني يمثل أحد أبرز محاور الاجتماع، إلا أن الأوكرانيين والأوروبيين لم يُدعوا رسميًا لحضور هذه الجولة من المناقشات، وهو ما أثار استياء العواصم الغربية.

وفي تعليقها على الموضوع، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن واشنطن “لا تعتبر اجتماع الرياض بداية لمفاوضات حول أوكرانيا”، مؤكدة أن اللقاء “مجرد مقدمة” قد تمهد لمحادثات أوسع مستقبلًا.

لطالما كانت أوروبا المنصة التقليدية للحوار الأميركي-الروسي، لكن التوترات الحالية جعلت اختيارها مستبعدًا، وفقًا لما ذكره جيمس دورسي، الخبير في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، حيث أوضح أن تركيا لم تكن خيارًا مقبولًا للأميركيين، مما جعل السعودية الوجهة الأنسب لهذا اللقاء.

تزامنًا مع هذه المباحثات، اجتمع قادة الدول الأوروبية في باريس لمناقشة تداعيات الاجتماع الأميركي-الروسي، في ظل مخاوف من إمكانية إعادة رسم موازين القوى في القارة الأوروبية دون إشراك الحلفاء التقليديين.

ويرى محللون أن روسيا تسعى منذ فترة إلى إعادة ترتيب المنظومة الأمنية الأوروبية، وهو ما يفسر مطالبتها المستمرة بتراجع حلف الناتو عن دول أوروبا الشرقية، فيما تعتبر أوكرانيا أن الغزو الروسي يمثل تهديدًا وجوديًا لها.

المشهد لا يزال ضبابيًا، لكن المؤشرات الأولى توحي بأن الرياض قد تكون ساحة لمحاولة إعادة بناء الثقة بين موسكو وواشنطن، وربما نقطة انطلاق لصفقة دبلوماسية أوسع قد تشمل أوكرانيا وأوروبا في مراحل لاحقة.

 

Exit mobile version