Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

محاكمة إبراهيم غالي والتهرب الإسباني

تنطلق اليوم الثلاثاء محاكمة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، بإسبانيا، وذلك عبر الاستماع إليه بتقنية التناظر عن بعد، وكان مفروضا أن يمثل أمام قاضي التحقيق بلحمه وعظمه، لأنه لا توجد دواعٍ لهذه الطريقة بما فيها كوفيد 19، حيث يتم عرض عشرات القضايا يوميا وحضوريا، أما صحيا فكل الدلائل تؤشر على أنه أصبح بصحة جيدة أو على الأقل تشافى من المرض الذي من أجله دخل سرا إلى إسبانيا بجواز جزائري وتحت اسم بن شبوط.
إسبانيا تدفع في اتجاه التأزيم، وتزعم أن المغرب يبتز جارته، ناسية أن القصة تتعلق باستضافة شخص يعتبر عند المغاربة قاطبة مجرما، أي ارتكب عمليات تخريب وتعطيل للتنمية بشنه للحرب ضد بلده، خدمة لأجندات خارجية، وإسبانيا أعرف الدول بحقيقة الموضوع لأنها كانت محتلة لهذه الأرض المغربية، وهي تعرف أن إبراهيم غالي مواطن مغربي صحراوي، وهي متأكدة من ذلك لأنه اشتغل لدى أجهزتها مخبرا، وبالتالي كان عليها أن تقول كلمة حق.
إسبانيا لديها يد طويلة في إطالة أمد الصراع، لأنها تعرف جيدا أنها كانت تحتل أرضا مغربية، وأنها خرجت منها تحت ضغط مغربي وبفضل المسيرة الخضراء لمبدعها المغفور له الحسن الثاني وبتوافقات دولية وإقليمية، كما يفهم كل من له أدنى دراية بالجيوبوليتيك، وكيف تم ذلك وكيف سلموا للمغرب بالأمر لو كانت لديهم ذرة شك أنها أرض فيها نزاع. الكل كان متأكدا بأنها مغربية لكن “بوخروبة” الذي لم يراع للجيرة والدعم والطعام والملح كما يقال قام بتمويل حركة ووسوس لها بالانفصال.
تعرف إسبانيا أن الورقة التي ترفعها الجزائر وصنيعتها البوليساريو وهي تصفية الاستعمار باللجنة الرابعة للأمم المتحدة، هي أكبر مغالطة، لأن الذي قدمها هو المغرب، الذي كان يطالب بتصفية الاستعمار الإسباني من الصحراء المغربية.
المغرب ليس معنيا بمحاكمة إبراهيم غالي باعتبار أن الأرض التي دخلها سرا هي إسبانيا وأن من يطارده مشتكيا هم ضحايا إسبان. لكن المغرب يهمه من المحاكمة هو معرفة خلفيات استقبال واستضافة مطلوب للعدالة الإسبانية بشكل سري والتستر عليه، لأن عدم محاكمته تعني أنه يحظى بامتياز معين، هو ما يريد المغرب معرفته، كي يتأكد من حجم ومنسوب التورط الإسباني في ملف الصحراء المغربية، أما الجزائر فهي طرف رئيسي وأساسي تمويلا ودعما بل هي من يدافع عن إبراهيم غالي اليوم وليس البوليساريو.
اليوم لحظة حاسمة في تاريخ العدالة الإسبانية، حيث سيظهر للعالم قيمة المواطن الإسباني أمام الغاز الجزائري، ومن هو الأغلى ومن هو الأرخص؟ فإذا سارت المحاكمة بشكل طبيعي فإن إرادة الانتصار للحقيقة غلبت إرادة الانتصار للمال، وإذا استمرت الحكومة الإسبانية في تجاهل مطلب التعامل بجدية مع ملف إبراهيم غالي، ليس فقط من حيث محاكمته وهي مجرد جزئية لكن من حيث دخوله سرا لإسبانيا وهو مطارد بجرائم قتل وتعذيب واختطاف كان لشريك استراتيجي للمغرب أن يقدم على استضافته.

Exit mobile version