أحيانا لا يسعفنا تحليل الخطاب في فهم الشخصيات السياسية وغيرها، غير أن السيميائيات تفيد أكثر في كشف ملامح الشخصية الحقيقية.
قراءة سيميائية بسيطة في الصورة، توحي بأن محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الحر، المعزول عمليا بعد الخطوات التي نحتها الحركة التصحيحية، توحي بأنه مجروح داخليا كثيرا، رغم محاولاته الحثيثة للتغطية عليها بخطاب جدري لا ينسجم أصلا مع مساره السياسي.
ظهر محمد زيان في اجتماع أخيرا تم نقله مباشرة على صفحة الحزب ببرشيد، وهو آخر مكان يمكن أن يعقد فيه اجتماعا دون حضور سياسي، وكان خطابه مثل رجل ثورة لكن قسمات وجهه كانت توحي بأنه يصارع آخر أيامه السياسية بعد الإطاحة به من الحزب بعد أن أصبح من المستحيل بشكل نهائي عودته لقيادة الحزب.
الحركة التصحيحية خطت خطوات كبيرة في مسار الحسم مع مرحلة زيان التي امتدت 20 سنة. في آخر الشهر سوف يتم عقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة للحزب. لقد انحدر نحو الهاوية بنفسه. وكما قالت العرب قديما “وعاد وبال البغي على صاحبه”.
